قال مصدر مأذون بوزارة الخارجية الجزائرية ل "البلاد" أنّ التحذير الذي أطلقته وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها بتجنب السفر إلى الجزائر لدواعي أمنية، بمثابة "لا حدث" وقال إنه تحذير "غير مؤسس وبعيد كل البعد عن الحقائق". وأوضح ذات المصدر أن الأمر يتعلق بصيغة وثيقة روتينية ومكررة وبيروقراطية لا تمت للواقع بصلة. وأكد ذات المصدر المسؤول الذي تحدث مع "البلاد" أنّ أمريكا تتعامل بشكل متناقض كليا، فمن جهة هي تصدر وثائق روتينية لا معنى لها تحذر من خلالها من السفر إلى الجزائر. و من جهة أخرى، تؤكد من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين وآخرهم كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون، الذي زار مؤخرا الجزائر.أن الجزائر قد تغلبت على الإرهاب وأصبحت منذ وقت طويل من الفاعلين الأساسيين في التعاون لمكافحة الإرهاب في العالم. وأضاف ذات المصدر ل "البلاد" أنّ الحقائق والواقع ينفي كليا مزاعم الخارجية الأمريكية، فالجزائر تعتبر اليوم من من أكثر الدول التي تتمتع بالأمن و الاستقرار، وهذا واقع لا يمكن أن ينكره أحد". وتابع المصدر نفسه قائلا: " أمريكا نفسها تسجّل أعلى الأرقام في نسب الاختطافات و الاغتيالات وهي حوادث تعيشها بشكل يومي تقريبا .. دون الحديث عن التمييز الذي ما يزال يضرب أطنابه هناك في أمريكا والعديد من دول الغرب.. مثل هذه التحذيرات والبيانات هدفها للأسف، تحويل الأنظار عن المسارح الحقيقية حيث يتواجد ويتصاعد الإرهاب والعنف مما يتطلب يقظة وتجندا أكبر". وأضاف نفس المصدر قائلا " هم الآن منزعجون من الأمن و الاستقرار الذي تنعم بهما الجزائر، فهي من الدول القليلة التي بقيت صامدة في المنطقة أمام كل رياح اللااستقرار و الفوضى .. الحقيقة أنه يوجد انزعاج من الوضع الجيد الذي تعيشه الجزائر حاليا .. يريدون أن نأكل بعضنا البعض و نتحول إلى بؤرة توتر مثلما يحبون وصف الدول الموجودة في منطقتنا .. وحتى المصالحة التي وقعت بيننا لم تعجبهم فهم لا يريدون أن نتصالح. يريدوننا في حالة من الخلاف و الاختلاف و العنف و الحرب". وفي هذا السياق تابع المصدر نفسه قائلا: " ما زالوا يكتبون في تقاريريهم المستنسخة و الروتينية و البعيدة عن الواقع حول أحداث وقعت في الجزائر منذ سنوات طويلة، وحول هجومات إرهابية تعود لسنوات طويلة .. هم في واد والواقع الجزائري في واد آخر .. كل شيء مما يرد في مذكرتهم التحذيرية لا يمت للواقع بصلة".