حذّرت وزارة الخارجية الإيطالية "لافارنيزينا" على شبكة الأنترنت، رعاياها بضرورة توخي الحيطة والحذر خلال التنقل إلى الجزائر، في خطوة تساير ما جاءت به وزارة الخارجية الأمريكية منذ يومين فقط، والذي وصفته الخارجية الجزائرية ب"لاحدث". القرار جاء بعد يومين من "لاحدث" واشنطن توالت التحذيرات الغربية من مخاطر السفر إلى الجزائر، فبعد تحذيرات واشنطن بمخاطر السفر إلى الجزائر واستمرار تحرك ونشاط الجماعات الارهابية، جاء دور إيطاليا التي وجهت وزارة خارجيتها تحذيرات إلى رعاياها بخطورة التوجه إلى الجزائر، وضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال التحرك في البلاد، بسبب التهديدات الإرهابية التي باتت تشكل خطرا، الأمر الذي بات يطرح التساؤل عن أسباب توالي التحذيرات الغربية في هذا التوقيت والترويج المتعمد والمقصود للاأمن والإرهاب في الجزائر. في ذات السياق، أكد السعيد بوحجة، مسؤول الإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني، في تصريح ل”الفجر” أن تحذير وزارة الخارجية الإيطالية رعاياها من خطورة التنقل إلى الجزائر، له علاقة مباشرة بالتحذيرات الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية، مضيفا أن هذا الأمر منطقي كون الدول الأوروبية تابعة لأمريكا، وقال إن الهدف من هذه التحذيرات هو زرع البلبلة وتوجيه الرعايا الأوروبيين والسياح إلى دول أخرى غير الجزائر. وتساءل: لماذا لا تحذر هذه الدول رعاياها من التنقل إلى تونس أو مصر التي تعيش اليوم حالة من التوتر وعدم الاستقرار؟ وأبرز أن هذه التحذيرات لها علاقة بمواقف الجزائر ضد اللوبي الصهيوني الذي يضغط على هذه الدول لتشويه صورة الجزائر. من جهته، قال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، ل”الفجر” إن دول الاستكبار في العالم تخطط وتعمل على إحداث الفوضى الخلاقة في دول العالم الثالث، وقال إنه ”حذرنا السلطات من ضرورة الانتباه والأخذ بعين الاعتبار مثل هذه المخططات التي ترى فيها الدول العظمى مصالح”، مبرزا أن السبيل الوحيد لتجاوزها، هي توطيد العلاقة بين السلطة والشعب عن طريق الشرعية الحقيقة، وتابع أن هذه المخططات لا تريد الخير للجزائر، والدول التي تروج للارهاب وعدم الاستقرار في الجزائر تخطط لمصالحها المادية، وترى في الجزائر فرصة ذهبية لتحقيق أهدافها ومصالحها”. من جانبه، أفاد رئيس حزب جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، ل”الفجر”، أن تحذيرات دول غربية لرعاياها بضرورة توخي الحذر خلال التنقل إلى الجزائر، عادات سيئة، وعمل روتيني تقوم به وزارات الخارجية، والتي دأبت على تسويقها لتحقيق غايات، مؤكدا أنها مبنية على تقارير أمنية مغلوطة وغير دقيقة، وقال إنه ”سبق وأن تنبأت وزارة الخارجية الأمريكية قبل رمضان باحتمال قيام مجموعة إرهابية غير معروفة بشن هجمات في الجزائر، لكن في الواقع لم يحدث شيء وهي مجرد تخمينات لا أساس لها الصحة”، مضيفا أن الجزائر خرجت من أزمة العنف والإرهاب، وهي آمنة، وليست في مستوى التحذيرات، معبرا عن استغرابه لمثل هذه التحذيرات التي تأتي من دول لا يتنقل رعاياها للجزائر أصلا. للإشارة، ركزت وزارة الخارجية الإيطالية التي حذرت رعاياها من التنقل إلى الجزائر، على المناطق الصحراوية الجنوبية الحدودية مع دول الساحل، وليبيا، والحدود الشرقية مع تونس، خصوصا الحدود المتاخمة لمنطقة الشعانبي، كما دعت رعاياها إلى إلغاء الزيارات غير الضرورية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، ولم تستثن روما، في تحذير رعاياها، زيارة منطقة القبائل، وخصوصا ولايات تيزي وزو، بومرداس، البويرة، فضلا عن بجاية وجيجل.