تلقى أنصار "حركة الحكم الذاتي في القبائل" بتيزي وزو أمس ضربة موجعة لفشلهم في عقد مؤتمر سري في منطقة "آيت زلال". وذكر مصدر عليم أن المنظمين اضطروا إلى إلغاء أشغال اللقاء في آخر لحظة لعدم توفر نصاب الحضور الذي اقتصر على بعض الشبان والمراهقين. وعلى صعيد متصّل تحقق المصالح الأمنية في "تورط" حركة فرحات مهني في "تمويل مشبوه" للكنائس غير المرخّصة من خلال إقامة مستودعات لاحتضان أنشطة تبشيرية في المنطقة وفقا لاعترافات ثلاثة أشخاص شملتهم التحريات. نقلت مصادر محلية عليمة ل"البلاد" أمس أن "حركة الحكم الذاتي في القبائل" وجهت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الرسائل الهاتفية القصيرة منذ قرابة أربعة أيام لعقد مؤتمر سري موسّع كان مبرمجا أمس امتدادا للتجمع الأخير الذي عقد في المنطقة نفسها. وذكرت المصادر أن الدعوات وجهت لأكثر من 300 شخص يوجدون على قائمة "الأنصار الأوفياء للماك" بينهم تجار كبار ورجال أعمال من تيزي وزو وبجاية والبويرة، وهي الولايات التي تشكل العمود الفقري لمنطقة القبائل. وردد بعض أنصار حركة "الماك" التي يقودها المطرب القبائلي فرحات مهني، والذين توجهوا أمس إلى إحدى الفيلات التابعة للخواص شعاراتهم المعهودة المنددة ب«ممارسات السلطة" وبالنظام السياسي. وكانت صدمة المنظمين كبيرة حينما تفاجأوا بحضور نحو 20 شخصا فقط معظمهم مراهقون منهم أطفال حيث اضطروا إلى إلغاء الأشغال والاتفاق على تغيير مكان المؤتمر وتحديد موعده لاحقا. وطالب بعض المنظمين الحضور بعدم الفشل من التعبئة لإقامة حكم ذاتي بمنطقة القبائل، ورددوا شعارات عنصرية لا تمت بصلة إلى معتقدات سكان المنطقة. وطرح ممثلو الحركة الانفصالية ضرورة جمع الملفات الإدارية لاستخراج بطاقة الهوية الأمازيغية كترجمة ميدانية لفكرة الانفصال التي تدعو إليها الحركة. كما تم تباحث كيفية دفع سكان المنطقة نحو الأنشطة التي تنظمها الحركة واستقطابهم للمسيرات الدورية، في لقاءات أخرى لقيادات الحركة بولاية بجاية خلال الأسبوع القادم. وفي سياق ذي صلة كشفت التحريات الأمنية التي باشرتها المصالح المختصة حول انتشار "الكنائس السرية" في قرى ومداشر ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة أن قياديين من "حركة الحكم الذاتي في القبائل" عرضوا على ثلاثة أشخاص تسخير بنايات مهجورة لاستغلالها في أنشطة التنصير مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع لهم بالعملة الصعبة. وأسفرت عمليات التحقيق المتواصلة عن اكتشاف حوالي 40 مستودعا يجري استغلالها بطريقة فوضوية في ولاية تيزي وزو وحدها. وتم تسليم قرارات الإغلاق للقائمين على الكنيسة البروتستانتية حيث طلب منهم التوقف الفوري عن جميع الأنشطة لحين الالتزام بقانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين وانتظار اجتماع اللجنة الوطنية لمراقبة ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين. وتتضمن القرارات إغلاق كل الكنائس والبنايات المخصصة أو التي هي في طور التخصيص من أجل ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين ولغير الحائزين على قرار المطابقة القانونية للجمعية وللرأي المسبق من اللجنة الوطنية للشعائر الدينية. وحسب مراقبين فإن ظاهرة "التنصير" ليست بالجديدة، لكن الطارئ فيها هو استفحال الأنشطة التبشيرية التي تقوم بها الكنائس البروتستانتية في فضاءات غير مرخّصة قانونا.