أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد بلاده "فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إيران"، إذا غيرت سياساتها "الطائفية" وتوقفت عن التدخل في شؤون دول المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء، وأعاد خلاله التأكيد أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيرحل إما عبر عملية سياسية أو عسكرية، معتبرا أن الأمر "محسوم". وقال الجبير إن "الأسد مسؤول عن قتل 400 ألف من شعبه وتشريد 12 مليون آخرين وتدمير بلده، و لا مستقبل له في سوريا". واعتبر الجبير أن "إبعاد الأسد سيتحقق، ليس هناك شك في ذلك، هذا الرجل لن يستمر كحاكم لسوريا، المسألة مسألة وقت"، حسب تعبيره. وبين أن "هناك أساليب ووسائل" لإبعاده – لم يوضحها – ، وشدد على أن "السعودية لن تتخلى عن الشعب السوري". وأعرب الجبير عن أمله في أن يترك بشار الأسد الحكم عبر عبر عملية سياسية، مشيرا إلى أن "هذا ما يهدف إليه ما يسمى مجموعة جنيف لدعم الأشقاء في سوريا". وفي رده على سؤال ما إذا كان هناك وساطة بين إيران والمملكة، قال الجبير إن "التوتر في العلاقات مع إيران جاء بسبب تدخلاتها في شؤون السعودية ودول المنطقة، العلاقات مع إيران متدهورة بسبب سياساتها الطائفية التي تتبناها ودعمها للارهاب وزرع خلايا ارهابية في دول المنطقة". وأوضح أنه "إذا إيران غيرت سياساتها ليس هناك ما يمنع أن نفتح صفحة جديدة في العلاقات معها وبناء أفضل العلاقات معها، مبنية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين". وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض مطلع يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة "مشهد" شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء ل"التنظيمات الإرهابية"، السبت 2 يناير الماضي. وفيما يتعلق بالوضع في اليمن، قال الجبير إن بلاده "ملتزمة بإيجاد حل سياسي في اليمن مبني على المبادرة الخليجية ومخرجاتها ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216′′. وأعرب عن دعمه لجهود مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال: "نؤمن بان الحل السياسي يجب أن يكون يمنيا يمنيا، وهذا المسار الوحيد للوصول إلى توافق وتفاهم في اليمن". وينص القررار 2216 الصادر في إبريل/ نيسان 2014 على فرض عقوبات على زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق أحمد علي صالح وفرض حظر على توريد السلاح لجماعتيهما (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) ودعوة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن. كما دعا القرار جماعة الحوثي والموالين لصالح للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة، ووقف العنف في اليمن، وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية. وعن الإجراءات السعودية والخليجية تجاه حزب الله بعد تصنيفه كمنظمة إرهابية، قال الجبير إن "هناك إجراءات كثيرة لمنع حزب الله من الاستفادة بأي شكل كان من دول مجلس التعاون الخليجي". وبين أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون يبحثون اليوم في الإجراءات التي بالإمكان اتخاذها للتصدي لحزب الله، ووزراء الإعلام أعلنوا أمس إجراءات منها العمل لإيقاف بث البرامج التليفزيونية والاذاعية المحسوبة على الحزب، ووقف توزيع الصحف التي لها علاقة بحزب الله، وهناك إجراءات كثيرة أخرى. وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزمًا متصاعدًا منذ اتخذت السعودية قرارًا في فبراير/شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بسبب هيمنة "حزب الله" على الحياة السياسية في البلاد، وتوالت القرارات التصعيدية مثل منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وصولًا إلى تصنيف الحزب من قبل مجلس التعاون بأنه "منظمة إرهابية". وفي 2 مارس الجاري، صدر قرار مجلس التعاون، باعتبار "حزب الله منظمة إرهابية"، وهو ما تزامن مع صدور القرار ذاته من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب في نفس اليوم.