أعربت الأممالمتحدة عن أسفها لقرار المغرب تقليص مساهمته في ثلاث بعثات أممية لحفظ السلام، بما فيها بعثة المنظمة الدولية في الصحراء الغربية، بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلغاء زيارته التي كانت مقررة للرباط، وتمسك بتصريحاته بشأن الصحراء الغربية التي أثارت انتقادات مغربية. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوغاريك إن كي مون مصرّ على تصريحاته المثيرة للجدل التي أثارت غضب المغرب، وأضاف أنه "لا زيارة مقررة حاليا (...) وسحب بعثة الأممالمتحدة ليس واردا أيضا". وأعلنت الرباط "تقليصا ملموسا" لمساهمتها المدنية في بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، مع بحث احتمال سحب العسكريين المغربيين من قوات حفظ السلام الدولية التي تشارك بها. ويشارك المغرب بنحو 2300 من جنود حفظ السلام، خاصة لبعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما تبلغ مساهمة الرباط المالية في بعثة الأممالمتحدة بالصحراء الغربية نحو ثلاثة ملايين دولار، وتوفر المغرب الغذاء والإقامة لأفراد البعثة المؤلفة من أكثر من 240 شخصا. وكان الأمين العام الأممي قال في الخامس من مارس الحالي -خلال تفقده مخيمات للاجئين صحراويين قرب تندوف في الجزائر، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية- إنه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه". وأثارت هذه التصريحات غضبا مغربيا رسميا وشعبيا، حيث عدّتها الرباط "غير مقبولة"، واتهمت كي مون بالتخلي عن الحياد واستخدام ألفاظ لم يسبقه إليها أحد من أسلافه، في حين نزل مئات آلاف الأشخاص إلى شوارع الرباط رافعين لافتات منددة بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة. وبدأت قضية إقليم الصحراء الغربية المحتلة عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. وتشرف الأممالمتحدة على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، بحثا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين اتفاق وقف إطلاق النار.