قالت النيابة العامة البلجيكية إنها ترجح قيام انتحاريين اثنين بتنفيذ هجوم مطار بروكسل، وإنها تلاحق مشتبها به ثالثا، بينما تم العثور على عبوات ناسفة وعلم "داعش" في عمليات دهم أعقبت الهجمات التي تبناها التنظيم. وقال المدعي الاتحادي البلجيكي فريدريك فان ليو إن صورة نشرت لثلاثة رجال مشتبه بهم في مطار زافنتم، يبدو أن اثنين منهم نفذا هجومين انتحاريين، بينما يتم البحث عن الثالث الذي يرتدي سترة بلون فاتح وقبعة، وشوهد وهو يركض بعيدا عن مبنى المطار. كما أكد المدعي الاتحادي أنه تم العثور على عبوة ناسفة تحتوي على مسامير ومواد كيميائية وعلم لتنظيم "داعش" في حي سكاربيك ببروكسل خلال عمليات دهم أعقبت الهجمات. وأشار فان لو في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال إلى أنه "لا يزال من المبكر جدا إقامة صلة مع هجمات باريس". ودعت الشرطة الفدرالية البلجيكية من جهتها إلى التعرف على الصورة التي التقطت لأحد مرتكبي هجمات بروكسل لتحديد هويته، وهو واحد من بين المشتبه بمشاركتهم في الهجوم الذي استهدف مطار بروكسل الثلاثاء، وأوقع 14 قتيلا على الأقل. وكان جهاز أمن الدولة في بيلاروسيا أعلن أنه يجري تحقيقات في احتمال ضلوع ثلاثة من مواطنيها بتفجيرات بروكسل، وهم الشقيقان ألكسي وإيفان دوفباش، اللذان هاجرا إلى بلجيكا عام 2008 واعتنقا الإسلام هناك، بالإضافة إلى الداغستاني مارات يونوسوف. وأوضح جهاز أمن الدولة أنه حذر السلطات البلجيكية من إمكانية وقوع عمل "إرهابي" في بروكسل، ينفذه مقاتلون من تنظيم الدولة. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجمات صباح الثلاثاء في بروكسل، حيث أوقعت تفجيرات منسقة في المطار الدولي ومحطة مترو ما لا يقل عن 34 قتيلا، وأكثر من مئتي جريح، وشلت عاصمة أوروبا، وفق ما نقلته وكالة أعماق التابعة للتنظيم. وقال تنظيم "داعش" إن مجموعة من مقاتليه نفذوا هجمات بعبوات وأحزمة ناسفة، استهدفت كلا من المطار ومحطة المترو الرئيسية بالعاصمة البلجيكية، وأوضح أن المهاجمين أطلقوا نيران أسلحتهم داخل مطار زافنتم قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة. وأكد أن الهجوم على محطة مترو مالبيك نفذه شخص فجّر حزاما ناسفا، ووفقا للتنظيم فقد أسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من 230 بين قتيل وجريح. وكانت قناة "آر تي بي أف" البلجيكية ذكرت أن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنيكوف بالمطار، بجوار جثة أحد الأشخاص، كما تم العثور على حزام ناسف. كما أفاد تلفزيون" أف تي أم" أن جسما مشبوها تم تفجيره في جامعة بروكسل بعد إخلائها من الطلاب. وقال مراسل الجزيرة محمود الزيبق أن مطار بروكسل لن يعاود العمل اليوم، كما أن معظم أجزائه مغلقة كإجراء أمني وقائي، ومن أجل استكمال التحقيقات في الحادث. من جهة أخرى، قررت السلطات إخلاء مفاعل "تيانغ" النووي القريب من الحدود مع ألمانيا كرد فعل على الهجمات، وذلك وفق ما ذكرته وكالة الأنباء البلجيكية استنادا إلى مصادر بالشرطة. وفي حصيلة للهجمات، أعلن رئيس بلدية بروكسل في وقت سابق الثلاثاء أن عشرين شخصا قتلوا في تفجير محطة قطار الأنفاق، و106 آخرين أصيبوا، بينهم 17 حالتهم خطيرة، بينما أكدت مصادر من الدفاع المدني أن 14 قتيلا و92 جريحا سقطوا في تفجيري مطار بروكسل. واستهدف تفجير محطة مالبيك -على بعد ثلاثمئة متر عن المفوضية الأوروبية- لدى وصول القطار أثناء ساعة الذروة الصباحية، وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في بروكسل، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل. من جانب آخر، ألغت هيئة يوروستار لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل بعد التفجيرات، كما أعلنت عدة مطارات أوروبية حالة التأهب، وشددت إجراءاتها الأمنية. حالة تأهب ورفعت السلطات صباح الثلاثاء مستوى الإنذار من خطر "إرهابي" إلى أقصى درجة بأنحاء البلاد، وقال المتحدث باسم الداخلية جان جامبون إن مستوى الإنذار رفع للدرجة الرابعة، وهي الدرجة القصوى في بلجيكا، ودعت السلطات السكان إلى عدم التنقل، وملازمة أماكنهم. ووصف رئيس الوزراء شارل ميشال الهجمات بأنها "غاشمة وجبانة"، مؤكدا أنها "لحظة سوداء في تاريخ بلادنا، وندعو المواطنين للتضامن والهدوء"، مبينا أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية، كما تجري عمليات تدقيق على الحدود. ووقعت التفجيرات بالمطار ومحطة قطار الأنفاق بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا في نوفمبر الماضي، وكانت الحكومة في حالة تأهب لأي عمل انتقامي. وأدانت الكثير من دول العالم والأمم المتحدة الهجمات، بينما عدّ قادة دول الاتحاد الأوروبي ورؤساء المؤسسات الأوروبية في بيان مشترك الثلاثاء أن تفجيرات بروكسل "هجوم على مجتمعنا الديمقراطي المنفتح".