ألغى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الاجتماع الذي كان من المقرر أن يعقده اليوم " السبت " مع محافظي المحافظات الكبرى عبر الوطن، لترتيب التجمع الكبير الذي يحضر له الأفلان رفقة عدد معتبر من الأحزاب الأخرى وعلى رأسها حزب تاج بتاريخ 30 من هذا الشهر بالقاعة البيضاوية . لكن في مقابل هذا الإلغاء، راسل عضو المكتب السياسي ومسؤول التنظيم بالحزب، الصادق بوڤطاية، كل محافظات الحزب، طالبا منهم أن يخطروه بعدد المناضلين الذين سيستقدمونهم إلى القاعة البيضاوية للمشاركة في أول تجمع شعبي تنظمه الجبهة الوطنية لدعم الرئيس دون مشاركة من حزبي السلطة الأرندي والأمبيا، رغم إمكانية تسجيل حضور شرفي لبعض مسؤولي هذين الحزبين في التجمع، كونه يندرج في خانة دعم برنامج الرئيس، كما قال سعداني، والذي يعول كثيرا على نجاح التجمع الشعبي للجبهة كي يسجل نقاطا إضافية في رصيده ومن ثمة البرهنة على أنه قادر على الحشد والتعبئة الشعبية خلافا لما يروج له خصومه بالحزب والذين يصرون على أن أيامه أصبحت معدودة كأمين عام لأكبر تشكيلة سياسية بالبلاد. يحدث كل هذا في الوقت الذي عاد الحراك مجددا داخل كتلة الحزب وذلك بعدما قرر مجموعة من نواب الحزب تحضير عريضة وإرسالها لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، يطلبون منه التدخل لتنحية رئيس الكتلة الحالي محمد جميعي وتعويضه بنائب آخر يتم اختياره من طرفهم وذلك تماشيا منهم مع نهج رئيس الحزب الرافض لمبدأ التعيين، كما كان الأمر سابقا مع مسألة نواب رئيس المجلس، حيث تدخل رئيس الحزب شخصيا وأمر الأمين العام بتجسيد مبدأ الديمقراطية في اختيار المناصب النيابية داخل الكتلة . لكن في مقابل هذا الحراك الغير العادي من طرف بعض نواب الحزب، يبدو أن بقاء محمد جميعي على رأس الكتلة محسوم فيه ما دام سعداني في منصبه أمين عام، خاصة وأن التدخل والحسم الذي كان لرئيس الحزب في مسألة الذهاب للصندوق في اختيار مسؤولي الناصب النيابية كان يخص جميع المناصب النيابية ولا يعني منصب بعينه.