تنامى العداء تجاه الجالية المسلمة في دول الغرب بصورة ملحوظة، إثر تنفيذ تنظيم "داعش المتطرف، هجمات إرهابية ضد المدنيين في أكثر من بلد، خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها هجمات بروكسل. ويقول عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني الفرنسي لمكافحة الإسلاموفوبيا، إن 28 حالة اعتداء ضد مسلمين جرى تسجيلها بفرنسا، خلال شهري يناير وفبراير الماضيين. ويرى زكري، في مقابلة مع موقع "تو سير لالجيري" الجزائري، أن بعض التصريحات تخلط بين ظاهرة الإرهاب وخمسة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، لا ناقة ولا جمل لهم في الاعتداءات الدامية. وانتعشت أصوات اليمين المتطرف في بلدان أوروبا وأميركا، عقب توالي هجمات إرهابية تبنتها داعش، وسط مخاوف من أن يدفع المهاجرون ثمن إيديلوجية عنيفة تعلق ممارساتها على شماعة الدين الإسلامي. أما في إسبانيا، حيث تعيش جالية مسلمة يتخطى عددها المليون، فتعرض مركز إسلامي بمنطقة فالنسيا، الأربعاء الماضي لاعتداء، بكتابة عبارات عنصرية على جداره الخارجي. وانتشر هاشتاغ "ستوب إسلام" أي "أوقفوا الإسلام" المعادي للدين الحنيف، بشكل واسع، بعد تفجيرات بروكسيل، فأبدى مستخدموه خشية من معتنقي الدين الإسلامي، وسط قول بعضهم إن لا وجود لشيء اسمه إسلام معتدل. وأجاب رافضون للحملة ضد المسلمين بأن من الخلط وضع المسلمين في سلة واحدة، على اعتبار أن لا أحد يتهم الألمان، اليوم، بكونهم نازيين، لأن أدولف هتلر، خرج من بينهم. وأتاحت اعتداءات الإرهاب على المدنيين، فرصة ذهبية لمرشحي الحزب الجمهوري المحتملين، دونالد ترامب وتيد كروز، لرفعهما أسهمها لدى الناخبين بالعزف على وتر المخاوف الأمنية. واقترح كروز تشديد المراقبة على الأحياء الأميركية التي يعيش بها مسلمون، فيما كان ترامب قد اقترح حرمان المسلمين كافة من دخول التراب الأميركي. وانتقد الرئيس أوباما الفكرة التي طرحها كروز، قائلا إن من التمييز أن يجري التعامل مع المسلمين بمعايير خاصة، وهو ما يتعارض مع القيم الأميركية بحسب قوله. وينبه مراقبون إلى أن محاولة عزل المسلمين في المجتمعات الغربية، لن يحل إشكال التطرف، بقدر ما سيفرز حساسيات جديدة قد تستغلها الجماعات المتطرفة التي تراهن على مسلمي الغرب وتأليبهم ضد بلدان الاستقبال. وتتعالى دعوات في أوروبا إلى مبادرة المسلمين للتعريف بدينهم، على اعتبار أن المرء عدو لما يجهل، وأن غالبية الغربيين لا معرفة كبيرة لديهم بالإسلام وقيمه الحقيقية من تسامح وقبول للآخر.