باشر مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا" التنسيق مع الأساتذة المتعاقدين ومختلف النقابات الفاعلة في القطاع لمقاطعة الامتحانات الرسمية ومنها بكالوريا 2016، ردا على تهاون وتجاهل الحكومة ووزيرة التربية نورية بن غبريت للمشاكل التي طرحها الشركاء الاجتماعيين وعلى رأسهم الأساتذة المتعاقدين الذين رفضت السلطات إدماجهم. وحذر الكلا على لسان ممثله ايدير عاشور من التعفن والانسداد الذي أصاب قطاع التربية، موجها نداء لكل النقابات والأساتذة الجزائريين للتضامن ميدانيا مع زملائهم المتعاقدين والالتحاق بالحركة الاحتجاجية، مؤكدا أنه مستعد لتنظيم وتوحيد حركات احتجاجية مع كل النقابات ومقاطعة الفصل الثالث إن تطلب الأمر لإنصاف المتعاقدين. وأكد المتحدث تمسك الأساتذة المتعاقدون بالاحتجاج وعدم الرضوخ والاستسلام إلى غاية تلبية مطلب الإدماج دون المرور على المسابقة وأشار الكلا في بيان له أن هؤلاء الأساتذة يناضلون منذ سنين من أجل الإدماج ودفاعا عن كرامتهم ووضع حد للتوظيف الهش التعاقدي في قطاع التربية، وهو ما يدافع عنه التنظيم أيضا، حيث ساند ولا يزال يساند المحتجين إلى غاية تحقيق مبتغاهم. وأشار التنظيم إلى المسيرة السلمية من أجل الكرامة التي انطلقت من بجاية في اتجاه العاصمة والتي شهدت مشاركة أكثر من ألف متعاقد يتزايد عددهم يوما بعد يوم، من بينهم ربات بيوت بعضهن حوامل. هذه المسيرة التي توقفت أول مرة بمدينة القصر بعد قطع مسافة 24.2 كلم متبوعة بوقفة أخرى يوم 28 / 03 /2016 في مدينة أقبو أي بعد قطع مسافة 38 كلم والتي ستتواصل حتى بلوغ الجزائر العاصمة. وسجل "الكلا"، إصرار وتلاحم هؤلاء المتعاقدين الذين يرفضون التنازل عن حقهم في الإدماج رغم الإغماءات التي أصابت بعضهم وخاصة بعض المتعاقدات الحوامل، وأشار الكلا إلى تضامن المواطنين مع المحتجين، حيث يتم تزويدهم بالمياه المعدنية تضامنا معهم وهو ما زاد من رفع معنويات المحتجين ودفعهم إلى مواصلة السير إلى الأمام كرجل واحد. وندد الكلا بصمت السلطات تجاه هذا الوضع، حيث إنها لم تتحرك ساكنا إلى غاية اليوم ولم تتفاعل بشكل إيجابي لمنح هؤلاء المتعاقدين حقهم. ودعا التنظيم مناضليه في جميع الولايات لعقد جمعيات عامة لدعم رفقائهم الذين عملوا إلى جانبهم سنوات عديدة بدون إدماجهم وللدفاع عن أحد مبادئ النقابة المتعلق بالقضاء على النظام التعاقدي والتوظيف الهش قصد بلوغ مدرسة عمومية ذات نوعية.