ورثنا عن الغابرين أن الكلاب لا تنبح إلا في الحي، كما ورثنا أن الأشجار المثمرة هي المستهدفة بقذف الحجارة، لذلك فإن مقياس و''ترمومتر'' الحياة والوجود والعطاء ارتبط منذ القدم بنباح ''الدوبرمانات'' وحتى ''الكانيشات''، فمن لم يثر في فصيلة الكلاب شهية نباحها فإن به خللا حياتيا يطعن في سلامة وجوده وتأثيره وقدرته على صناعة الأحداث· ومن منطلق أن أمام كل حي نابحا محترفا أو ''غاويا'' وهاويا، فإن الحملات التي استهدفت شخص المدير العام للأمن الوطني منذ ترأسه جهاز الشرطة تدفع لأكثر من سؤال يبرر السعال والإسهال النباحي الذي أصبح لازما لتحركات رجل أثبت النباح نفسه أنه حي يرزق ويقلق ويسرق الأضواء··في ظرف لا يتعدى أشهرا معدودات على تعيينه تم تسريب أكثر من ثلاث استقالات متوالية للرجل ومع كل إشاعة ''استقالة'' يظهر الحاج الهامل في كامل ''أناقته'' وثقته وورعه، ليصفع بظهوره معاشر النابحين مفندا ممتهني ''الهو هوا''، لكن المشكلة في تكرار مشاهد النبح وإصرارها على فرض واقع الاستقالة المفترضة، أن أمر ''النباح'' خرج من دائرة النباح في الحي ليصل إلى دائرة النباح لقتل من تأكد للجميع أنه حي بدفعه إلى الاستقالة عن طريق الضغط··قناة العربية أوردت منذ يومين عن مصادر ''منكدة'' خبر استقالة الحاج الهامل، ورغم أن الخبر عار من الصحة وسنده مصدر ''مسعور''، إلا أن الثابت، أن المدير العام للأمن الوطني يتعرض إلى ''إقالة'' مبيتة لدفعه لرمي المنشفة عبر ''استقالة'' تحت الضغط بعدما أحدثت قراراته زلزالا في نظام التسيير القديم· فاحموا الحاج فإن النباح وصل إلى مرحلة ''العض''، وتلكم مشكلة وطن تحول فيه ''النباح'' إلى مهنة بضاعتها تحييد وتصفية الرجال·