دخل الفيلم العراقي ''كارانتينا'' للمخرج عدي رشيد عثمان، سباق التتويج ب''الأهقار الذهبي'' في صنف الأعمال الروائية الطويلة ضمن المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي الذي تتواصل فعالياته بوهران إلى غاية ال 23 ديسمبر الجاري· وصنع هذا الفيلم طيلة 90 دقيقة، فرجة مميزة مساء أول أمس أثناء عرضه ب''قاعة سينما المغرب'' وسط حضور بعض الوجوه الفنية على غرار الفنان السوري قصي الشيخ نجيب والممثل الجزائري حسن كشاش والفنانة شافية بوذراع والفنان المسرحي أحمد بن عيسى· ويحكي فيلم ''كارانتينا'' قصة قاتل أجير محترف يجسد على أرض الواقع مهارته المقيدة في بغداد، حيث يعيش في عمارة مهجورة إلى جانب عائلة ''بالية'' لا تمت إليه بصلة قرابة، يعمل على متابعة أحزانها· ووظف المخرج في فيلمه العديد من الشخصيات من بينها الأب ''صالح أبو مهانة'' الذي يحاول الهروب من ذاته بسبب عجزه عن تحقيق ذاته في المجتمع بسبب جريمة ارتكبها في حق الدين، والابنة ''مريم'' التي اغتصبها فتسبب في صمتها إلى الأبد· أما ''كريمة'' زوجته الثانية فتحاول أن تجد عند القاتل الأجير زاوية من العشق والحنان المفقود لدى زوجها فتتحول من أم ''مهند''، الطفل الذي يعمل منظفا للأحذية، إلى عشيقة تسترق ''لحظات الفرح'' بعيدا عن صوت الرصاص والمدافع وصوت زوجها ''صالح''· ويكتفي القاتل الذي جسد دوره الممثل هتمان أسعد عبد المجيد، بملاحظة الأمور الكارثية التي تحدث في ذلك البيت دون أن يتدخل، بينما يواصل سلسلة الاغتيالات التي يقوم بها بتحريض من أشخاص إلى إن ينتهي به المطاف إلى سقيه من نفس الكأس التي سقى منها أناسا أبرياء أبرزهم زوج حبيبته الأولى·ووجدنا أنفسنا في آخر الفيلم أمام مشهد مفتوح ترك لنا المخرج عدي رشيد من خلاله المجال لتخيلها ورسمها، حيث تقرر ''كريمة'' الهرب من البيت هي وابنها ''مهند'' وابنة زوجها ''مريم'' تاركين ''صالح'' وحيدا يصارع نفسه· ويعتبر فيلم ''كارانتينا'' مليئا بالرمزية ويصور واقعا مزريا في ظل الحرب دون أن ترى مشهدا لها، ذلك أن أبطاله يعيشون صراعات نفسية غريبة تسبب في وجودها الفقر والحرب والحرمان والرغبة في الحرية المفقودة·من ناحية أخرى، عرض مساء أمس الفيلم الروائي المغربي الطويل ''منسيو التاريخ'' للمخرج حسن بن جلون الذي يصور من خلاله العديد من قضايا بلدان الجنوب ومشاكل الشباب فيها، إضافة إلى معاناة النساء جراء الاستغلال الجنسي، وذلك عبر قصة ثلاث مغربيات ''يامنة'' و''أمال'' و''نوال'' اللائي يقررن الهجرة صوب أوروبا بحثن عن ''حياة وغد أفضل''· غير أنهن لم يجدن الحياة المنشودة في الضفة الأخرى، إذ يقعن فريسة في شبكات الدعارة التي تحول حياتهن إلى جحيم بدل النعيم الذي هربن بحثا عنه·ويحاول المخرج من خلال هذا العمل رسم صورة عن الواقع الأسود الذي تعيشه نساء العالم الثالث اللائي يتعرضن ل''الاستعباد الجنسي'' من طرف شبكات عالمية·