أكد الأساتذة المعتصمون بميدان الإدماج ببودواو في ولاية بومرداس، أن الكلام الأخير لوزيرة التربية لا يهمهم ولا يصب لصالح أي جهة. مستنكرين تصريحاتها الهدامة التي لا تشرف فئة الأساتذة المتعاقدين البالغ عددهم 25 ألف أستاذ موزعين عبر كامل التراب الوطني. ويأتي هذا الاستنكار بعد متابعة الأساتذة للندوة الصحافية التي نشطتها وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت، الذي أكدت فيها عدم شرعية مطلب الأساتذة المتمثل في الإدماج دون شرط أو قيد، واصفة إياه بغير القانوني، أضف إلى ذلك قصفها الأساتذة المتعاقدين، متهمة إياهم بعدة أفعال وصفات مست فيها كرامة الفئة سابقة الذكر في تصريحاتها، التي وصفها المتعاقدون بجد الخطيرة، خاصة فيما يخص حصول الأساتذة على عقود التوظيف من مديريات التربية عن طريق الوساطة والمحسوبية ما يؤكد من كلامها فساد مصالحها وعلى رأسهم مدراء التربية في ولايات الوطن ويثبت عدم نزاهة المسابقات الخاصة بالأساتذة في السنوات الماضية، متسببة في تشكيل أزمة المتعاقدين التي لا تزال معلقة لحد الساعة. من ناحية أخرى، استنكر المتعاقدون وصف بن غبريت لهم بالمرضى النفسانيين وهو الكلام الذي أكدوا أنه لا يشرف وزيرة جزائرية، خاصة أنها بهذا الوصف لا تمسهم فقط بل تمس قطاع التربية ككل، كما وصفوا حديثها باللامعقول خاصة مع عدم وقوع أي حالة من هذا النوع في قطاع التربية أضف لذلك تمكن عديد الأساتذة في تأدية مهامهم بكل تفان وإخلاص، مؤكدين اعتبار هاذ الوصف باللاحدث لبعده كل البعد عن صفات الأستاذ المتعاقد. المتتبعون للقضية أكدوا أن اعتراف الوزيرة بالوساطة والمحسوبية وكذا المرض النفسي لاعتراف صريح من شخص وزيرة التربية الوطنية بفساد المنظومة التربوية في الجزائر. كما أبرزوا تخوفهم من استغلال قضية المتعاقدين لتمرير إصلاحات غامضة في ذات القطاع، وهو الأمر الذي استنكرته عديد التنظيمات النقابية لقطاع التربية في وقت سابق. من جهة أخرى، تشهد بلدية بودواو تضامن تلاميذ المؤسسات التربوية سواء كانت متوسطات أو ثانويات من ذات البلدية وتنظيمهم مسيرات من مؤسساتهم نحو ميدان الإدماج رافعين هتافات داعمة للأساتذة المعتصمين. كما يشهد الميدان تزايدا في قدوم عديد الأساتذة المرسمين لمساندة زملائهم الذين أكدوا في حديثهم مع "البلاد" أنهم لن يسكتوا على حق زملائهم المهمشين في أرصفة الشوارع ليل نهار. فئة الطلبة هي الأخرى لم تنس جميل الأساتذة بتنظيمها مسيرة انطلقت من كلية الحقوق لجامعة امحمد بوڤرة في بودواو نحو الميدان، كرد لجميل الأستاذ الذي سهر على تدريسهم لعدة سنوات ماضية. كل هذه المبادرات التضامنية ساهمت في رفع معنويات الأستاذ المتعاقد الذي تلقى عدة ضربات في الآونة الأخيرة، أولها تصريحات الوزيرة وثانيها عدم قبول الرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ليعودوا خائبين من قصر المرادية مساء أول أمس، ويمنعوا من العودة إليه في محاولتهم الثانية التي باءت بالفشل يوم أمس الثلاثاء، لتبقى النقابات الناشطة في قطاع التربية أملهم الوحيد في حل قضيتهم خاصة مع تنظيمها اليوم الأربعاء إضرابا وطنيا مع وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية حسب بيانات لعدة تيارات نقابية تحصلت "البلاد " على نسخ منها. كما طالب المتعاقدون من الشخصيات السياسية والأحزاب التدخل مع الجهات الوصية قصد حل مشاكلهم بدل الاكتفاء بأخذ الصور في الميدان ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".