"علاقتي بالزوايا ليست وليدة اللحظة والجميع يعرف ذلك" تراجع أمس وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل عن تصريحاته حول "استعداده لأي عرض بتقلد منصب سام في الدولة". وشدّد خليل الذي خطف الأضواء مجددا بزيارة مفاجئة لزاوية سيدي محيي الدين في القيطنة بولاية معسكر على أنه "خلافا لما يتردّد فليس لي حاليا أي طموح سياسي ولا أملك أي رغبة في اعتلاء أي منصب مهما كان نوعه". وحل الوزير السابق أمس بولاية معسكر كثاني وجهة له بعد ولاية الجلفة وحافظ على "تقليد" النزول بزاوية شهيرة استقبل فيها "ضيفا شرفيا" غير مبال بالحملة الإعلامية التي استهدفته على خلفيه تكريمه بالزاوية المرزوقية. وأشيع مؤخرا أن عودة شكيب خليل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وما صاحبها من استقبالات نوعية كانت بهدف توليه منصباً وزارياً ، بل وصل الأمر إلى طرح إمكانية تعيينه وزيرا أول أو حتى دعمه للترشح لرئاسة الجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في عز الجدل السياسي حول "إعادة الاعتبار للإطارات المظلومة". وبدا خليل أمس متجاوبا مع القائمين على استقباله في زاوية سيدي محيي الدين في القيطنة حيث عرّج معهم رفقة أعيان المدينة وشيوخها في إثارة عدّة قضايا مسّت بشكل أساسي "الدور الفعال الذي تقوم به هذه المؤسسات الدينية في مرحلة حرجة تمر بها البلاد". وأوضح خليل أن علاقته بالزوايا "قديمة مثلما يعلمه الجميع وليست وليدة اللحظة"، وقبلها حل الوزير الأسبق بمدينة غريس واستمع إلى شروحات تتعلق بتاريخ المقاومة. وتجول في محيط شجرة الدردارة، موقع البيعة الأولى لمؤسس الدولة الحديثة، الأمير عبد القادر. وفي غياب السلطات المحلية تكفل رئيس جمعية الزوايا بمرافقة شكيب خليل في كل محطاته بالمدينة، علما أن هذه الشخصية الدينية هي التي أشرفت على مراسم حفل التكريم الذي حظي به العائد من أمريكا قبل أسبوعين في زاوية سيدي بومرزوق ببنهار في ولاية الجلفة. ونفى خليل أمس سعيه إلى اعتلاء أي منصب سياسي في الدولة وذكر في رد على سؤول في الموضوع أنه "خلافا لما يتردّد من طرف عدّة جهات، أجدد تأكيدي أني لا أملك أي طموح سياسي لاعتلاء أي منصب مهما كان نوعه وليست لي أي رغبة في تولي أي وظيفة سامية في الوقت الحالي أنا متفرّغ لعائلتي وكفى". ويبدو من خلال نبرة حديث شكيب خليل أنه "تراجع" عن تصريحات سابقة أكد فيها أنه "لا يرفض أي عرض لخدمة بلادي من أي موقع". وحسب بعض المراقبين فإن شكيب يكون قد تلقى "إشارات" من جهات في السلطة تدعوه لعدم الخوض في الموضوع لما أثارته تصريحاته من جدل في الساحة السياسية. ولأن عودة خليل قد سبقتها حملة إعلامية قادها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني دفاعا عن "الإطارات السامية التي تعرضت للظلم والإقصاء والانتقام" من عدّة جهات، فقد اعتبر ملاحظون أن "مجيئة إلى الجزائر يعد تحضيرا له لتولي وظيفة وزارية خلال التعديل الحكومي القادم. ومعلوم أن الدولة الجزائرية استدعت خليل مرتين من الخارج للعمل في الوطن، الأولى عندما كان يعمل في شركات النفط الأمريكية فاستدعي للمساهمة في إرساء دعائم أهم وأكبر مؤسسة في البلاد، وهي الشركة الوطنية لإنتاج وتصدير وتسويق المحروقات سوناطراك. وتعززت ثقة الدولة في الرجل فعينه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين مستشارا له مكلفا بملف المحروقات عام 1973 وظل في هذا المنصب سنتين. أما الاستدعاء الثاني فكان عام 1999 من البنك الدولي ليتولى منصب وزير النفط والمناجم. وبعد تعيينه وزيرا عزز نفوذه وهيمن على قطاع الطاقة في البلاد عبر تنحية مدير سوناطراك وتوليه شخصيا قيادة هذا العملاق النفطي خلال 20012003، إلى جانب منصبه الوزاري. وبالإضافة لهيمنته على قطاع الطاقة في الجزائر، تولى خليل رئاسة منظمة أوبك مدة ثماني سنوات، وهو ما أحاطه بزخم كبير في الوسطين الاقتصادي والسياسي الدولي.