جميعي يحشد نواب الأفلان داخل الغرفة السفلى لمواجهة الوزير خاوة تتسارع الأحداث داخل بيت الحزب العتيد بشكل غير مسبوق، فبعد التحركات التي قام بها خصوم سعداني وعدد من النواب من أجل الإطاحة برئيس الكتلة البرلمانية جميعي، أقدم هذا الأخير على الرد على هذه التحركات من خلال ضرب وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، وذلك بحشد نواب الحزب من أجل التصدي للمؤامرة التي يتهم بتحريكها لضرب استقرار الحزب بإيعاز، بل هددوا بمنعه من دخول قبة زيغود يوسف. عاد الصراع ليطرق من جديد، أبواب الأفلان، بعد هدوء عرفه الحزب منذ انعقاد المؤتمر العاشر للحزب ماي الفارط، وتعيش كتلة جبهة التحرير الوطني بالغرفة الأولى، على صفيح ساخن، بعد أن انتقل الصراع الخفي بين الطاهر خاوة وزير العلاقات مع البرلمان والأمين العام للحزب عمار سعداني إلى قبة البرلمان، وبعد التحركات الأخيرة للنواب الحزب من أجل الإطاحة برئيس الكتلة محمد جميعي المحسوب على الأمين العام، لاسيما بعد مراسلة رئيس الجمهورية للتدخل ووقف تجاوزاته في حق الحزب، تحرك هذا الأخير عبر اجتماع طارئ من أجل تعزيز موقع واحتواء هذه التحركات التي يتوقع أن تزلزل الغرفة السفلى في الأيام القادمة، لاسيما أن النواب الذين يقال إن عددهم حوالي 200 نائب أصدروا بيانا عقب الاجتماع من أجل مساندة محمد جميعي كرئيس للكتلة، صعدوا من هجمتهم ضد الوزير خاوة الذي حملوه مسؤولية خلق تمرد بالحزب. بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك قائلين حسب البيان "سنمنع مستقبلا الوزير الطاهر خاوة من دخول قبة البرلمان" وهو الرد الذي سيحدث انشقاقا جديدا داخل الحزب الذي عرف نوعا من الهدوء منذ المؤتمر العاشر، لكن الأوضاع عادت للتأزم في ظل تحركات خصوم سعداني والأنباء التي تتحدث عن استبعاده من الحزب. وحسب بعض المصادر، فإن الوزير خاوة هو من يقود عملية الإطاحة ويتهم بمحاولة "تمرد" جديدة وكذا ضرب رئيس الكتلة محمد جميعي، ويبدو أن هذه التحركات قد هزت القيادة العليا للحزب العتيد الذي استشعر الخطر فبادر إلى رد استباقي عبر حشد نواب الغرفة السفلى من أجل مواجهة الوزير الطاهرة خاوة وكبح تحركاته وذلك بعد اجتماع مستعجل، وجاء في بيان المساندة لرئيس الكتلة الذي عقب هذا الاجتماع مطالبة للوزير الأول عبد المالك سلال هي الأولى من نوعها بإقحام الوزير الأول في الصراع من أجل وضع حد لما وصفوه "التجاوزات والخروقات الصادرة عن شخص تعود على الاصطياد في المياه العكرة للترفقة وخلق البلبلة".... وعرف عن سلوكه أنه متقلب ويرفض العمل في سكينة لأنها تعري حقيقته"، واتهم نواب البرلمان الوزير بأنه يهدف إلى زعزعة استقرار الحزب، ؛ما طالبت قيادة الحزب وتحديدا عمار سعداني بتطبيق القانون الداخلي للحزب في حق وزيره الطاهر خاوة وإحالته على لجنة الانضباط. من جهة أخرى، يحضر عدد من النواب المناوئين لجميعي والمطالبين بإبعاده منها بعد الحالة التي وصلت إليها من إقصاء وتهميش للنواب من أجل إغلاق الكتلة، ويبدو أن رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة الذي التزم الصمت حيال كل هذه التطورات سيكون مجبرا على التدخل وإبراز موقفه لوقف الانفجار الذي بات وشيكا في قبته.