عاد الصراع ليطرق من جديد، أبواب الأفلان، بعد هدوء عرفه الحزب منذ انعقاد المؤتمر العاشر للحزب ماي الفارط، وتعيش كتلة جبهة التحرير الوطني بالغرفة الأولى، على صفيح ساخن، بعد أن قرر النواب مراسلة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، لمطالبته بالتدخل، وإنقاذ الحزب من الوضع الذي آل إليه. وتضمنت المراسلة، أهم الخروقات والتجاوزات التي مارستها القيادة، وكانت أول محطة تطرق النواب للحديث عنها، غياب الأمين العام للأفلان عمار سعداني عن الواجهة، ورفضه الرد على هجمات المسؤولين الفرنسيين على الجزائر، في وقت كان الحزب حسبهم يحذر في كل مناسبة من تدخل فرنسا في الشأن الجزائري، ويشدد على ضرورة التعامل معها بمنطق الدول المستقلة في اتخاذ قرارها، وأبدى النواب انزعاجهم من الصمت " المحير " الذي يلتزمه الأمين العام للافلان، الذي يعتبر أول قوة سياسية في البلاد، وذكروا أن سعداني وضع الحزب في موقف " محرج "، وبالمقابل شكى النواب في مراسلتهم، برئيس الكتلة البرلمانية محمد جميعي، الى رئيس الحزب، وطالبوه بوضع حد للإقصاء والتهميش الذي يعاني منه النواب. وحسب آخر المعلومات التي راجت في بهو الغرفة الأولى، أمس الأول، انتهى أصحاب المبادرة التي يقودها نائب سابق لرئيس المجلس الشعبي الوطني، من جمع التوقيعات، التي أرفقت بالمراسلة، التي وصفها أنصار سعداني بمحاولة " تمرد " جديدة، يقودها في الأصل وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، الذي نقل الصراع القائم بينه وبين الأمين العام للافلان عمار سعداني، الى قبة البرلمان، وهو يسعى جاهدا للإطاحة بكل المحسوبين على جناح هذا الأخير، وقالوا ان أغلب النواب الموقعين على المراسلة هم من أنصار الأمين العام السابق للافلان عبد العزيز بلخادم، وهم يسعون لتأسيس كتلة موازية داخل البرلمان. وبالمقابل يتداول حديث بين نواب الأفلان، أن الأزمة القائمة بين الإخوة " الفرقاء " ستشتد بمجرد عرض النظام الداخلي الخاص بالغرفة الأولى على المصادقة، حيث يتوقع ان تضاف مادة جديدة في النظام الداخلي للمجلس، تقضي بمعاقبة النواب المتغيبين عن جلسات المناقشة والأسئلة الشفوية، باقتراح من وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، وهو ما اعتبره أنصار سعداني " انتقام" خاوة من خصومه داخل المجلس، وقالوا أن الأمر يعتبر إهانة للنائب الجزائري، وهي تحدث في كل برلمانات العالم. وعلق أحد معارضي سعداني عبد الرحمان بلعياط، على انسحاب هذا الأخير من واجهة الدفاع على الرئيس، موضحا أن غيابة عن الواجهة وتأخره عن الرد وضع الأفلان في وضع محرج باعتباره القوة السياسية الأولى في البلاد، مشيرا الى أن رد المكلف بالإعلام وأعضاء مكتبه السياسي لا يكفي، مشيرا الى أن هذا الأمر يعتبر بمثابة إهانة كبيرة لجبهة التحرير الوطني التي لم تتوان في الدفاع عن البلاد ورئيسها الذي يعتبر أحد رموز الدولة. وأشار عبد الرحمان بلعياط ان رئيس الحزب مطالب بالتدخل لوضع حد لهذه الإنزلاقات التي عرفت تناميا ملحوظا داخل الحزب.