تجاهل أمس الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مطالب فرنسية وجزائرية، دعته إلى "قول الحقيقة حول مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر"، وبالمقابل أطلق تصريحات استفزازية على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" حول هذا التاريخ بشكل خلّف موجة استنكار في صفوف المعلقين على صفحته الشخصية". واحتفلت فرنسا ودول غربية أخرى أمس بالذكرى ال71 للانتصار على النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي الجزائر، استحضرت السلطات والطبقة السياسة والمجتمع المدني وسائر المواطنين خاصة سكان سطيف، وخراطة، وڤالمة سلسلة المجازر التي ارتكبها الجيش الفرنسي بحق االجزائريين الذين خرجوا مطالبين بالحرية وباستقلال الجزائر. ونقلت صحيفة "لوموند" في طبعتها الالكترونية أمس أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند وضع باقة ورد على تمثالي الجنرال شارل ديغول والجندي المجهول تكريما لكل الذين سقطوا تحت نيران النازية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ولأجل الحرية. كما ألقى خطابا بهذه المناسبة التاريخية رافع فيه لحصيلته خلال العهدة الرئاسية التي تنتهي العام المقبل". وعلى صفحته الشخصية في "الفايسبوك" كتب هولاند ""أريد أن يعتز الفرنسيون ببلادهم ويرفعون صوتهم بالقول أن لنا تاريخ كبير.. 8 ماي" وهو ما أثار سخرية معظم المعلقين الذين دعوه للالتفات إلى "التاريخ الاستعماري المخزي لفرنسا في بلدان افريقيا وعلى رأسها الجزائر". وطالب أحد المعلقين الفرنسين من رئيسه للاستجابة إلى طلب النائب الفرنسي النائب دانيال غولدبرغ الذي أرسل رسالة للرئيس فرانسوا هولاند، مفادها أنه حان الوقت لتعترف فرنسا بالخطأ الفظيع الذي ارتكبته خلال قمعها العنيف للمظاهرات التي شهدتها سطيف، ومدينة باريس في 17 أكتوبر 1961". وشددت إحدى الحقوقيات الفرنسيات في تعليق مطول على منشور هولاند لوجوب "اعتراف فرنسا بقمعها لمظاهرات سطيف وڤالمة وخراطة في 8 ماي 1945، بعد أن ذهب 102 أوروبي ضحية لأعمال شغب، قائلا: لقد لقي 8000 إلى 10000 جزائري حتفهم في تلك الأحداث حسب الإحصائيات الرسمية الفرنسية، رغم أن الجزائر تتحدث عن إحصاء 45000 قتيل". ولم تعترف فرنسا بمجزرة 8 ماي 1945 إلاّ في أفريل 2005 على لسان سفير فرنسا في الجزائر عن هذه الأحداث، مستعملا عبارات مثل "مجزرة" و«مأساة وطنية". وعرفت العلاقات الفرنسية الجزائرية بعض "الانفراج" منذ تولي فرانسوا هولاند الرئاسة في 2012. وللمرة الأولى قام سكرتير الدولة الفرنسي المكلف بشؤون قدامى المحاربين جان مارك توديسكيني بزيارة خاصة إلى الجزائر، حيث وضع إكليلا من الزهور في سطيف على النصب التذكاري للضحية الجزائرية الأولى التي سقطت خلال قمع الفرنسيين لمظاهرات 8 ماي 1945، وهي سابقة أولى في العلاقات الفرنسية الجزائرية كون أنه لم ينتقل حتى الآن إلى الجزائر أي مسؤول فرنسي رفيع المستوى للمشاركة في ذكرى ضحايا تلك المجازر. وقال الوزير الفرنسي "للمرة الأولى سيقرن الفعل بالقول، لترجمة التكريم الفرنسي للضحايا، وللاعتراف بالعذاب الذي عانى منه الجزائريون" .