طالب النائب الفرنسي، دانيال غولدبرغ، في رسالة بعث بها إلى الرئيس فرانسوا هولاند، ب”الاعتراف بالخطأ الفظيع الذي ارتكبته فرنسا خلال قمعها العنيف للمظاهرات التي شهدتها مدينة سطيفالجزائرية في 8 ماي 1945، ومدينة باريس في 17 أكتوبر 1961”. وأرسل النائب عن مقاطعة سان دوني، دانيال غولدبرغ، برسالة للرئيس فرانسوا هولاند، مفادها أنه حان الوقت لتعترف فرنسا بخطئها في حق الجزائريين خلال مظاهرات 45، ودعا إلى أن ”تستغل فرنسا ذكرى استقلال الجزائر لتحتضن الفرنسيين من أصل جزائري وتعترف بمعاناتهم وتمنحهم مكانا في هذه اللحظة من تاريخ فرنسا لتكفر عن خطئها”، مضيفا في حركة استباقية لردة الفعل المعتادة لخصومه من تيار اليمين تجاه هذا النوع من المطالب، أنه ”ليس بصدد القيام بحملة للمطالبة بتوبة فرنسا”. وطالب غولدبرغ، بوجوب اعتراف فرنسا بقمعها لمظاهرات سطيف في 1945، بعد أن ذهب 102 أوروبي ضحية لأعمال شغب، وقال إنه ”قد لقي 8.000 إلى 10.000 جزائري حتفهم في تلك الأحداث حسب الإحصائيات الرسمية الفرنسية رغم أن الذاكرة الشعبية الجزائرية تحصي 45.000 قتيل”. في المقابل، أفادت أمس صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية، في تقرير حول آخر تطورات موقف فرنسا من الجريمة التي ارتكبتها في الثامن من ماي 1945، أنه ”لم يتم الاعتراف ببشاعة هذه الأحداث إلاّ في ماي 2005، حيث تحدّث سفير فرنسا في الجزائر عن هذه الأحداث، مستعملا عبارات مثل مجزرة ومأساة وطنية، وأن هذا النائب عن منطقة سان دوني، التي تحتضن أكبر عدد من الجزائريين والفرنسيين من أصل جزائري، لم يكتف بتعاطف السفير بل طالب باعتراف رسمي من الحكومة الفرنسية”. وأشارت الصحيفة إلى قمع المظاهرات التي قام بها جزائريون ضد حظر التجول في باريس بأمر من رئيس الشرطة موريس بابون، خلال الحرب في الجزائر، وذلك في 17 أكتوبر 1961، حيث لقي 200 شخص حتفهم وجُرِح آخرون، وقالت إن النائب طالب فرنسا بالاعتراف بوحشية هذه الأحداث وذلك بالطريقة التي تراها هي أنسب، مضيفة أنه تمّ إحياء ذكرى 17 أكتوبر، من قبل فرانسوا هولاند بعد يوم من إعلان ترشحه في الإليزي. وأوضح المقال أن غولدبرغ عرض الأمر على نيكولا ساركوزي، في مناسبتين سنتي 2009 و2011، لكن مطلبه قوبل بالرفض.