دعت الجزائر على لسان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، الليبيين إلى الالتفاف حول حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد المجموعات الإرهابية خاصة تنظيم "داعش". وأكدت الجزائر أن المنطقة تمر بمرحلة مثقّلة بالاضطرابات الأمنية تستدعي "تكاتف الجهود لحفظ سيادة الدول ومواجهة محاولات التدخل الأجنبي". وطالب الوزير مساهل، في كلمة له مساء أول أمس بمناسبة الدورة غير العادية للمجلس الوزاري العربي للجامعة العربية إلى "التواصل مع المؤسسات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليا"، مناشدا الليبيين تغليب "المصلحة الوطنية العليا وانتهاج الحوار الوطني التوافقي لتحقيق المصالحة الوطنية". وفي هذا الإطار، دعا الوزير إلى "التعاون والتنسيق مع قنوات الاتصال التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني دون سواها والى إشراكها في كافة الأنشطة والاجتماعات التي تتم تحت إشرافها بما ينسجم وقرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 2259 بتاريخ 23 ديسمبر 2015 وتوصيات اجتماع فيينا المنعقد يوم 16 ماي الجاري، الداعية الى الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بوصفها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا". كما شدد على ضرورة "دعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني للاضطلاع بمهامها ومسؤولياتها الوطنية المنوطة بها بغية تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار بما يحفظ ويصون سيادته ووحدة ترابه ولحمته الوطنية". وفي هذا الإطار، أبرز ممثل الجزائر "دقة المرحلة التي يمر بها المسار السياسي الليبي والتي تشهد استلام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني مهامه الوطنية وانتقاله الى طرابلس وشروعه في الاضطلاع بمسؤولياته في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها ومواجهة التحديات الأمنية والمؤسساتية والاقتصادية والإنسانية ". كما جدد "تأييد ودعم الجزائر للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد فايز السراج"، مذكرا ب«الزيارة التي قام بها إلى ليبيا في أفريل والتي كانت مناسبة لتجسيد تضامن الجزائر ووقوفها مع الشعب الليبي الشقيق". وناشد الليبيين تغليب "المصلحة الوطنية العليا عبر حوار توافقي وتحقيق المصالحة الوطنية التي تجمع الشمل وتحفظ وتضمن سيادة هذا البلد الشقيق ووحدة ترابه ولحمته الوطنية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الشقيقة ليبيا والتحديات المتعددة التي تواجهها لاسيما في مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار". وأعرب مساهل في كلمة له بمناسبة الدورة غير العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية، عن "تقدير الجزائر للمبادرة الفرنسية الرامية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام التي أيدتها الجامعة العربية ورحبت بها القيادة الفلسطينية". كما أشاد في كلمته ب«الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات الموريتانية لتوفير عوامل نجاح الدورة القادمة للقمة العربية ستحتضنها في نهاية شهر جويلية القادم". ويرى الوزير أن هذا الحدث (القمة العربية) "يشكل محطة إضافية لتقييم مسيرة العمل العربي المشترك والدفع به لمواجهة التحديات المختلفة التي تهدد المنطقة العربية"، معربا عن أمله في أن تخرج القمة القادمة بقرارات "تستجيب للآمال العربية المعلقة عليها ورفع الرهانات".