لا تزال القفة الرمضانية تصنع الحدث والحديث في بلديات القطر، هذه الأيام، ليتحول توزيعها إلى هاجس حقيقي للأميار والمنتخبين، حيث أضحى هؤلاء "مطاردون" في جميع الأماكن والإتجاهات. وتشير العديد من المعلومات المتوفرة ل "البلاد "، إلى أن العديد من "الأميار" فضلوا أن "يفروا "بجلودهم" من توزيع القفة، عن طريق "الكونجي". فيما فضل آخرون التوجه إلى العمرة، ومن بقي منهم دخل في حرب كر وفر مع المئات من "الزوالية" والذين أضحوا يحجون يوميا إلى مقرات البلديات وإلى مساكن "الأميار" طلبا للقفة، وقالت المصادر، إن هناك العديد من "الأميار"، فضلوا أخذ إجازاتهم السنوية، تزامنا مع دخول الشهر الفضيل، هربا من "وجع الراس"، ليكلفوا منتخبين بإدارة مرحلة القفة الرمضانية، مما جعلهم "مرعوبين" على طول الخط. ويتحدث أحد رؤساء البلديات بالنيابة، بأنه تعرض إلى تهديد صريح بالاعتداء من قبل شباب، أكدوا له أنه في حالة عدم استفادتهم من القفة، سيكون الضرب سيد الرد عليه، ويضيف أنه منذ تسلمه زمام التسيير عوض "المير "الذي "فر" إلى العطلة، وبيته أضحى محجا لمئات المواطنين في الليل والنهار، طلبا للقفة الرمضانية التي أضحت هاجسا "أمنيا" بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مؤكدا أنه ندم أشد الندم على قبوله التسيير بالنيابة. في مقابل ذلك، شهدت العديد من البلديات، حركات احتجاجية من قبل المحتاجين، على خلفية حرمانهم من الاستفادة، حيث تجمهر العشرات من المقصين أمام مقرات البلديات، مطالبين بإدراجهم ضمن قوائم المستفيدين، وهو الوضع الذي أبقى "الأميار" والمنتخبين في حيرة من أمرهم لكون عملية التوزيع انتهت في العديد من البلديات، غير أن غضب المحتجين تواصل. واتهم المحتجون صراحة، المنتخبين المحليين، بتوزيع القفة على أساس "المعريفة" وعلى أساس الولاء وأيضا لأولي القربى والأهل، على حساب "الزوالية" والمعدومين. مع العلم أن ميزانية العملية التضامنية اختزلت هذه السنة، في مقابل تزايد الطلب عليها مع حدة الاحتجاجات. وتحصي الجهات المسؤولة الآلاف من العائلات المعوزة على تراب الوطن، والتي منها من اختار لغة الاحتجاج والاعتصام أمام مقرات بلديات حتى يظفر بالقفة.