رصدت عيون «البلاد «، في أكثر من بلدية بولاية الجلفة، أن قفة رمضان أضحت مستهدفة من طرف الجميع، من فقراء وممن «يتربعون» فوق مستوى خط الفقر وكذا من ميسوري الحال والمال، حيث يلهث الجميع لاقتنائها تحت أي ظرف، والمهم هو أخذ «قضمة» من «كعكعة» القفف الرمضانية والتي تجاوز عددها هذا العام 50 ألف قفة، بزيادة عن قفف العام الماضي والتي كانت في حدود 4700 قفة، ولأن القفة حسب تصريحات رسمية تحوي موادا غذائية تم اقتناؤها بمبالغ محددة ما بين 4000 و7000 دينار جزائري، فإن «لهفة» الجميع تضاعفت خلال هذا الموسم الرمضاني لتحوي قوائم المعوزين عبر بلديات الولاية، حسب ذات المصادر، موظفين في البلديات وفي الصحة وكذا في مصالح إدارية أخرى. كما تحدث مواطنو بلدية شمالية عن وجود على الأقل 5 مقاولين ضمن قائمة المعوزين، خاصة وأن ميزانية القفف الرمضانية، عرفت زيادة بين العام الماضي والحالي وصلت إلى ما يقارب 3 ملايير، حيث تم رصد ما يقارب 24 مليار سنتيم في هذا الموسم، بعدما كان المبلغ في حدود 21 مليارا الموسم الماضي. والمثير في القضية أن عدد طالبي القفة يتزايد من موسم لآخر، وتتزايد معه «أطماع» الكثيرين للظفر بهذه القفة الرمضانية. مع العلم أن منتخبين محليين في العديد من البلديات، خاصة ممن «يلهثون» أيضا لتجديد العهد مع مقاعد المجالس البلدية أو «المحالس البلدية» لا فرق، سارعوا إلى تطعيم القوائم بالأهل والأقارب والمعارف، من باب «أن الأقربون أولى بالقفف الرمضانية»، لاعتبارات انتخابية بحتة. المهم أن حال القفة في رمضان 2012، لا يختلف عن حالها في 2011، إلا من حيث تزايد الأرقام، لكن ظروف التوزيع وظروف إعداد قوائم المستفيدين، لا تزال هي هي، في ظل ارتفاع عدد العائلات المعوزة إلى ما يقارب 97 ألف عائلة تعيش تحت مستوى خط الفقر، زيادة على أن القفف المرصودة حاليا تمثل نصف عدد العائلات المعوزة، مما يعني أن النصف الباقي لن يستفيد من محتويات القفة. والثابت في الأخير أن الجميع يترصد القفف، لكن يبقى السؤال المطروح في الأخير، هل تنجح البلديات في توزيعها قبل نهاية الشهر الفضيل، لكوننا «متعودين» على تأجيل العملية إلى ما بعد رمضان، مثلما حصل في بلدية حاسي بحبح قبل حوالي 4 سنوات، حينما تم «حرق» عشرات القفف وإتلافها بعد أن «فاحت» روائحها على خلفية فشل المصالح المحلية في توزيعها مخافة الاحتجاجات، ليكون مصيرها الإتلاف والحرق عوض بطون «الزوالية» أو تكديسها في حظائر البلديات إلى مواعيد لاحقة لا علاقة لها برمضان.