اختزلت العديد من الولايات الميزانيات المخصصة للعمليات التضامنية في شهر رمضان، وأبرقت إلى البلديات ضرورة التقيد بسياسة مراقبة الميزانيات البلدية، خاصة الميزانيات التي تكون على عاتق الخزينة العمومية. وقالت مصادر"البلاد"، إن ولاة جمهورية أصدروا تعليمات رسمية تدعو إلى عدم السير بنفس المنظور بالنسبة إلى المساعدات التضامنية في شهر رمضان واختزال القفف المرصودة قدر الإمكان، وهو الأمر الذي سينعكس على شريحة كبيرة من "الزوالية" الذين كانوا يتطلعون في كل عام إلى هذه المساعدات على قلتها. وبالنسبة للبلديات التي تملك ميزانيات خاصة بها، فقد أكدت التعليمات ضرورة العودة إلى الوصاية المحلية، قبل تحديد قوائم المستفيدين وتحديد الميزانية المخصصة لقفف رمضان. وأكدت المصادر أن العديد من "الأميار"، أكدوا لمواطنيهم أن بلدياتهم غير معنية هذه السنة بالمساعدات التضامنية وقفة رمضان، لكون المساعدات التي كانت تتلقاها من ميزانيات الولايات، تم تجميدها ولم يطلب منهم مثلما كان معمولا به، التوقعات لعدد المستفيدين، وهو ما يعني أن سياسة التقشف الوطنية، قد مست هذا الموسم "خبزة الزوالية" في شهر رمضان بشكل كبير، خاصة أن إيرادات الخزينة العمومية سجلت مؤخرا تراجعا كبيرا وتسجيل عجز مالي، وهي المعلومات التي وصلت ولاة الجمهورية، مما جعلهم يؤكدون لجميع المصالح الإدارية والبلديات ضرورة التقيد بالتعليمات السابقة في مراقبة الميزانيات وعدم صرف أي "فلس" إلا في حدود المعقول وبالعودة إلى أيضا إلى الوصاية المحلية. ويتخوف رؤساء البلديات والمنتخبون على العموم، من أن تتحول بلدياتهم إلى مسرح للاحتجاجات وقطع الطرق، وهي المظاهر التي تصاحب في كل رمضان عمليات توزيع القفف الرمضانية، حيث أشار بعض "الأميار" إلى أنهم كانوا يخصصون ميزانيات معتبرة لهذه المساعدات التضامنية ورغم ذلك لا تمر العملية مرور الكرام، وكثير ما يسجل تذمر في صفوف المواطنين و«الزوالية" ليصل الأمر إلى حد إغلاق البلديات والاعتداء عليهم وعلى المنتخبين، مما جعل تخوفاتهم تتضاعف هذه السنة، في ظل اختزال الميزانيات المخصصة هذا الموسم. وتساءلوا: كيف سيكون الأمر وكيف سيواجهون جحافل "المحتاجين" في ظل هذه الوضع المتجدد الذي فرضته "سياسة التقشف" المنتهجة من قبل الحكومة، مع العلم أن بلديات أخرى تقوم حاليا بعمليات تشريح معمقة لقوائم المستفيدين، حيث طالبت مصالحها المحلية بضرورة غربلتها وإسقاط الأسماء المكتفية ذاتيا وعدم "غض البصر" لكون الميزانيات المخصصة هذه السنة اختزلت ومنها ما جمد إلى إشعار آخر.