أسواق الرحمة لم تكسر الاحتكار وفرق قمع الغش "شاهد ما شفش حاجة" عرفت مختلف أسعار الخضر والفواكه والمكسرات في اليومين الأولين من شهر رمضان المبارك ارتفاعا قياسا أثقل كاهل "الزوالية"، في الوقت الذي تعهدت وزارة التجارة بالقضاء على سيناريو المضاربة بالأسعار في كل موسم ديني عن طريق فرق قمع الغش وكسر الاحتكار بأسواق الرحمة.. إلا أن اغتصاب التجار لجيوب المستهلكين كان الحكم السائد على أسواق الجزائريين. واصطدم المستهلك الجزائري في ثاني يوم من الشهر الفضيل، بارتفاع جنوني لمختلف المواد التي تستعمل في إعداد الأطباق الأساسية على موائد الجزائريين في هذا الشهر من خضر وفواكه ومكسرات و لحوم، وذلك رغم ضمانات وزارة التجارة بالقضاء على المضاربة بالأسعار والاحتكار التي يتعمدها العديد من التجار كل سنة.. فلا وجود لأكياس الحليب وطوابير طويلة لشراء الخبز وأسعار خيالية للبطيخ الأحمر والكوسة..، فخلال الجولة الاستطلاعية إلى بعض أسواق العاصمة، تبين أن أسعار الفواكه الجافة والمكسرات قد عرفت ارتفاعا رهيبا قارب 30 في المائة، عن سعرها الحقيقي منذ 72 ساعة، ... حيث قال أحد التجار الذين تحدثنا إليه إنه مع اقتراب شهر رمضان ترتفع أسعار بعض المواد الغذائية بصفة آلية خصوصا الأكثر استهلاكا، على غرار الخضر والفواكه الجافة، على غرار التمور والبرقوق الجاف وغيرها، حيث أشار إلى أن سعر البرقوق الجاف تعدى 750 دينارا للكيلوغرام الواحد، بينما لم يتجاوز 600 دج قبل أسبوع فقط، أما سعر الزبيب فتراوحت أسعاره بين 650 إلى 1000 دينار، بعدما كان في حدود 600 دينار، أما عن منتوج التمر فتراوح ما بين 35 إلى 750 دينار وهذا حسب نوعية التمر. في حين عرفت المكسرات الأخرى ارتفاعا كبيرا، حيث قدر سعر الكيلوغرام الواحد من اللوز ب 2000 دج، وحسب المتحدث فإن الأسعار ستتجاوز 2200 دج والجوز بألفي دينار مع اقتراب العيد، في حين كان سعره لا يتعدى 1700 دينار، أما الفول السوداني فبلغ سعره 300 دينار بعد أن كان 280 دينارا للكيلوغرام، في حين بلغ سعر الفستق 3000 دينار، وهو الذي كان مستقرا عند 270 دينارا للكيلوغرام. كما عرفت أسواق بئر خادم، علي ملاح وبوزريعة والرغاية ارتفاعا رهيبا لأسعار الخضر والفواكه، أين وقفنا على الارتفاع الكبير للأسعار مقارنة بالأسابيع المنصرمة، حيث تراوح سعر الطماطم ما بين 120 و140 دينارا والبصل 60 دينارا، ليستقر سعر البطاطا عند ال45 دينارا. أما الجزر فقد بلغ سعره 100 دينار، بينما لامس سعر الفلفل الحلو 140 دينارا، ليبلغ سعر الفلفل الحار والكوسة 160 دينارا، أما أسعار الفواكه، فقد كانت مرتفعة بدورها، حيث بلغ سعر التفاح ال450 دينارا والموز 200 دينار ونفس السعر بالنسبة للخوخ، فيما قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطين الأحمر إلى سقف ال100 دينار في الوقت الذي لم يتجاوز ال50 دينارا منذ يومين فقط، وهو ما أغضب الزبائن الذين تساءلوا عن غياب الرقابة ودورها خلال كل موسم ديني والتي تكتفي بإرسال فرق لرقابة الجودة والنوعية أو ارتفاع الأسعار في المحلات التجارية فقط، فيما لا تكون أعين الرقابة بالنسبة لتجار الخضر في الأسواق البلدية وحتى الأسواق الموازية، مكتفيا بكسر الاحتكار عن طريق أسواق الرحمة التي لم تحقق المطلوب، فيما كان اتحاد التجار الغائب الأكبر عن الميدان، وكان مصدر من وزارة التجارة قد أكد في وقت سابق ل«البلاد" أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية، لاسيما الخضر والفواكه في هذه الفترة من أولى أيام رمضان إلى كثرة الطلب والتهافت الكبير للمواطنين الذين يلجأون إلى اقتناء كميات كبيرة من المواد وفي فترة واحدة ما يجعل الطلب عليها يتضاعف. مديرية التجارة تجند 380 فرقة رقابة لقمع الغش في رمضان من جهة ثانية، أعلنت مديرية التجارة بولاية الجزائر عن تجنيد 380 فرقة من أعوان الرقابة للسهر على تنظيم وتأطير الأسواق طيلة شهر رمضان، حيث ينتظر أن تعمل الفرقة طيلة اليوم وحتى بعد فترة الإفطار خلال السهرة على أن يمتد عملها وتنقلاتها إلى غاية أيام العطل في برنامج مكثف للوقوف على الخروقات والمخالفات التجارية لحماية المستهلك، لاسيما أن الفترة تتزامن وفصل الحر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحذر من بعض المواد أكثرها تلك سريعة التلف. وتم تشكل 380 عونا لتفتيش ومراقبة أسواق العاصمة، مع تكييف مواقيت العمل في ساعات الذروة خلال النشاط التجاري والتي تعرف التوافد الكبير على الأسواق. وهددت مديرية التجارة فيما يخص عزوف بعض التجار عن إشهار الأسعار فوق السلع، بالعاصمة باتخاذ إجراءات قانونية صارمة في المخالفين تصل إلى غاية الغلق. يذكر أن المكتب التنفيذي لاتحاد التجار لولاية الجزائر كان قد باشر حملة أخرى بقيادة أئمة وممثلي التجار انطلاقا من الخميس الماضي لتجوب مختلف الأسواق من أجل حث التجار على ضرورة الحفاظ على هامش الربح القديم والإبقاء على استقرار الأثمان دون اللجوء إلى الجشع الذي عادة ما يستغله البعض خلال الفترة للربح السريع من دون أدنى شفقة.