"تجربة المصالحة الوطنية جديرة بالاهتمام على الصعيد الدولي" أكد أمس، منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الشؤون الخارجية الأمريكية جوستين سيبيريل، أن "الجيش الجزائري اكتسب تجربة نموذجية في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية وملاحقة خلاياها النائمة والتصدي لمحاولات تمدد النشاط الإرهابي بفضل برنامج ثري ارتكز على عدّة عوامل أمنية وعسكرية واستخباراتية". وأشاد سيبيريل بدور الحكومة الجزائرية في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل ومكافحة ظاهرة الإرهاب. وصرح المسؤول الأمريكي للصحافة عقب الاجتماع الثالث للحوار الجزائري الأمريكي في المجال الأمني المنعقد بالجزائر العاصمة، أن "الجزائر تلعب دورا رياديا في المنطقة وتعمل دائما لصالح الاستقرار في هذه المنطقة"، مذكرا أن الدور الذي تلعبه الجزائر "ريادي ومحوري" في مكافحة الإرهاب، حيث أفلحت قوات الجيش في إحراز حصائل إيجابية، فيما نجحت الحكومة في إعداد مشاريع سياسية، على غرار الوئام المدني والمصالحة الوطنية، وهي تجارب جديرة بالاهتمام على الصعيد الدولي، مذكرا أنها "عضو مؤسس" للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. وبخصوص أشغال الاجتماع، أشار المسؤول الأمريكي إلى إجراء "محادثات جد مثمرة" بين الوفد الأمريكي والوفد الجزائري الذي ترأسه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. وأضاف أنه تم خلال هذا الاجتماع التطرق إلى العديد من المواضيع والتطورات الحاصلة في المنطقة والتعاون "الوثيق" بين البلدين. وأكد السيد سيبيريل قائلا في هذا الصدد "نريد تعميق وتطوير شراكة وطيدة في المستقبل مثلما فعلناه اليوم من خلال محادثات جد مثمرة". إلى ذلك، أفاد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أن الجزائر والولايات المتحدة أكدتا "ضرورة" عودة السلم والاستقرار في ليبيا وفي مالي. وصرح مساهل قائلا "نحن متأكدون أنه من الضروري أن تعرف منطقتنا الاستقرار والسلم، لاسيما في ليبيا ومالي". وأضاف قائلا "نعتقد أنه ينبغي استكمال مسار السلام الجاري في ليبيا وتمكين حكومة الوحدة الوطنية من القيام بدورها". وبخصوص مسار السلام الجاري في مالي، أعرب الوزير عن أمله في أن "يستكمل" هذا المسار. كما أوضح أنه تطرق مع الطرف الأمريكي إلى الوضع في تونس والصحراء الغربية وفي منطقة الساحل. وأشار السيد مساهل إلى أن الطرفين تناولا "التهديد الذي تشهده المنطقة بسبب التحالف الذي غالبا ما نلاحظه في الميدان بين الإرهاب والجريمة المنظمة". وقال في هذا الصدد "تبادلنا وجهات النظر وتطرقنا مطولا إلى التجارب في مجال مكافحة الإرهاب"، مذكرا بتنظيم الجزائر لاجتماع حول القضاء على التطرف وآخر حول الجريمة الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني. وأعلن بهذه المناسبة عن انعقاد اجتماع بالجزائر حول "الديمقراطية كعامل أساسي للقضاء على التطرف" في سبتمبر المقبل. وأردف يقول "تبادلنا مع الشريك الأمريكي وجهات النظر حول الإستراتيجية الدولية الشاملة لمكافحة الإرهاب الذي يعد تهديدا شاملا يتطلب ردا شاملا".