كشفت مصادر مطلعة أن مواضيع البكالوريا التي قررت وزارة التربية إعادتها بداية من الأحد المقبل تم إنجازها من قبل مفتشي التربية والتكوين للمواد، حيث تم استثناء ولأول مرة في تاريخ البكالوريا أساتذة الثانوي من العملية، بسبب مخاوف تسريب الأسئلة مجددا. هذا فيما حذّر أساتذة من هاجس الأخطاء التي من المحتمل ورودها علاوة من مخاوف طرح أسئلة دروس خارج المقرر. أقصت مصالح الوزيرة بن غبريت أساتذة التعليم الثانوي من إعداد أسئلة امتحانات البكالوريا الجزئية وكلفت مفتشين بإعدادها في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البكالوريا بالجزائر. وتعليقا على هذه الإجراءات أكدت التنظيمات النقابية أن الهاجس الأكبر الذي يؤرق الجميع هو الأخطاء التي من المحتمل الوقوع فيها في امتحانات البكالوريا وهذا لسببين أولهما ضيق الوقت المحدد لإعداد الأسئلة، وثانيا إبعاد الأساتذة عن إعدادها. وأكدت النقابات أن المفتشين لديهم كفاءات لا يمكن التشكيك فيها لكن في مجال المناهج وطرق التدريس، غير أن ابتعادهم عن الأقسام لسنوات وعدم تفاعلهم مع المتمدرسين يجعلهم أمام إشكالية النسيان ونقص الدقة وعدم معرفة إمكانيات التلاميذ وقدراتهم. في حين أن الأساتذة على علاقة دائمة ومباشرة مع التلميذ والدروس ويدركون ما يحتاجه التلميذ ومتطلباته المعرفية. وانتقد الشركاء الاجتماعيون تشكيك الوزارة في الأساتذة رافضين تحميلهم مسؤولية التسريبات التي حدثت، بالنظر لكونهم أيضا من أوائل المتضررين من فضيحة التسريبات التي مست امتحانات البكالوريا، باعتبار أن جهدهم طيلة أشهر ذهب سدى. وأكدت النقابات تخوفها من ورود أخطاء في مواضيع الامتحانات أو تناول أسئلة من خارج المقرر، ومن دروس محذوفة قد تربك التلاميذ وتزيدهم قلقا خاصة مع الظروف غير المناسبة التي يجرون فيها هذه الامتحانات التي تتزامن مع شهر الصيام وارتفاع درجات الحرارة. من جهته أكد قويدر يحياوي المكلف بالإعلام في نقابة "أسنتيو" أن إقصاء الأساتذة من إعداد المواضيع وتكليف المفتشين بها هو إجراء مقبول إذا كان نابعا من أن البكالوريا استثنائية والوقت غير كاف لاستدعاء الأساتذة المنهمكين في التصحيح نظرا لخصوصية الوضع. أما إذا كان الإقصاء مرده اتهام الأساتذة بأنهم ليسوا في المستوى وهم من تسببوا في التسريب وإقصاؤهم محاولة من الوزارة لحماية مصداقية الشهادة في نظر الوزارة فهو غير مقبول لأن الأستاذ هو أساس العملية التربوية الذي ائتمن على تدريس التلاميد في القسم وتصحيح أوراق امتحانات البكالوريا فهو الأجدر بائتمانه على إعداد الأسئلة وهو الأقرب إلى ذلك.