وافقت الحكومة الجزائرية على طلب تقدمت به حكومة الوفاق الليبية لإنشاء جسر جوي بين عاصمتي البلدين، لنقل جرحى ليبيين من ضحايا عملية "البنيان المرصوص" الذين أصيبوا جراء المعارك التي يخوضونها ضد إرهابيي تنظيم "داعش" في سرت. وبموجب ذلك الاتفاق، باشرت الخطوط الجوية الليبية نقل جرحى ليبيين على دفعات من مطار مصراتة إلى مستشفى عسكري يقع بولاية ورڤلة جنوبي الجزائر. ونقل الموقع الإخباري العربي "إرم نيوز" أن السفير الجزائري في تونس عبد القادر حجار قاد مفاوضات "غير علنية" مع ممثلي حكومة فايز السراج لإقناع سلطات بلاده بفتح مستشفياتها ومطاراتها لدواع إنسانية. ويشكل هذا القرار إجراء استثنائيا لخطوة سابقة اتخذتها الجزائر بداية العام الجاري بتعليق الرحلات الجوية في الاتجاهين نحو ليبيا إثر تحذيرات أمنية تفيد بتحول الخط الجوي، الذي يربط مطار هواري بومدين الدولي بمطار معيتيقة في العاصمة الليبية، إلى وسيلة لالتحاق جهاديين متعددي الجنسيات بمعسكرات تدريب مقاتلين يتم تجنيدهم في صفوف تنظيم "داعش". وتكشف الخطوة الجزائرية، عن دعم جزائري لا محدود لجهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، علاوة على أنها تعبر عن مساندة مطلقة لحكومة المجلس الرئاسي الليبي، على خلفية أن الجرحى المصابين في عملية "البنيان المرصوص" محسوبون على القوات الحكومية. وأوضح الموقع الإخباري أن هذا القرار تعبير عن إرادة جزائرية صادقة لدعم حكومة الوفاق وجهود مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي أيضًا تتمة لزيارة تاريخية قادت عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية كأول مسؤول حكومي عربي يصل إلى طرابلس منذ سقوط نظام القذافي. وأفاد "إرم نيوز" بأن الحدود البرية بين الجزائر وليبيا ما تزال مغلقة، لكن مصالح الجيش الجزائري تسمح استثناءً وبأوامر من قيادة الأركان، بمرور المصابين الليبيين (بعد التحقق منهم) للتداوي في مستشفيات ورڤلة وإيليزي وتمنراست القريبة من الحدود الجنوبية للبلاد. وذكر أن القوات العسكرية دفعت بوحدات إضافية إلى الجهة الجنوبية لغلق كل المنافذ وتعزيز الرقابة على الحدود جرّاء المعارك الطاحنة بين قوات الحكومة ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، حيث تتوقع تقارير الاستخبارات أن يحاول الإرهابيون التسلل حال التضييق عليهم بالداخل الليبي.