تستعد بريطانيا لاستفتاء تاريخي بشأن مستقبلها فيالاتحاد الأوروبي. واستغل المؤيدون والرافضون لبقاء بريطانيا في الفضاء الأوروبي الساعات الأخيرة لحشد مؤيدين لهم، بينما توالت المواقف الدولية الداعمة لمعسكر المؤيدين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لصحيفةفايننشال تايمز إن "السباق محتدم للغاية، ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث". وحثّ كاميرون -الذي دعا إلى إجراء الاستفتاء تحت ضغوط من حزب المحافظين الذي يتزعمه وكذلك حزب استقلال بريطانيا المناهض للاتحاد الأوروبي- المشاركين في الاستفتاء على البقاء في الاتحاد الذي انضمت إليه بريطانيا عام 1973، وقال لمؤيديه في بريستول غربي إنجلترا "إذا خرجنا من الاتحاد فسنحط من شأن بلدنا وقدرتنا على المشاركة في العالم". ودعمت مدينة لندن وصندوق النقد الدولي وغالبية رجال الأعمال كاميرون ومعسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي الذي يرى أن الخروج منه سيؤدي إلى دخول بريطانيا حالة من الركود وخسارة الوظائف ورفع الأسعار. وحثّ زعماء العالم ومنهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول الكومنولث، بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي، بينما حذر البعض من تداعيات العزلة. وأعربت ميركل عن أملها في بقاء بريطانيا في الاتحاد، بينما حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن قرار الخروج من الاتحاد سيكون "غير قابل للعدول عنه"، مما قد يعوق وصول بريطانيا إلى السوق الموحدة للكتلة، وأكد أن "الرهان يتجاوز مستقبل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي إلى مستقبل الاتحاد" كله. في المقابل، ناشد بوريس جونسون الشريك في قيادة الحملة الداعية إلى مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، لصحيفة "مترو" إن الاتحاد "غير ديمقراطي، وبيرقراطي، ولا يبدي الندم على إخفاقاته". وقال "غدا لديكم فرصة لا تأتي سوى مرة في العمر لاستعادة السيطرة.. لننظر خارج خناق الاتحاد الأوروبي، من أجل التعاون والتجارة ليس فقط في القارة الأوروبية، ولكن مع باقي العالم". يشار إلى أن مصير رئيس الوزراء معلق بنتيجة الاستفتاء، وسيؤدي التصويت بالخروج قطعا إلى مغادرته منصبه رغم أنه قال إنه سيبقى، لكن حتى التصويت بالبقاء في الاتحاد بهامش ضيق سيؤثر على نفوذه وسيختصر مدته. وقد يؤدي التصويت بالخروج من الاتحاد إلى اضطراب في النقد الأجنبي وأسواق الأسهم والسندات، وقد يؤدي إلى أزمة سياسية في بريطانيا وتفكك النظام الأوروبي الذي أعقب حقبة الحرب الباردة. وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة أوبينيوم للاستطلاعات اليوم الأربعاء أن الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تتقدم بفارق نقطة على حملة البقاء فيه. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة من صباح الخميس بتوقيت غرينتش، وستغلق في التاسعة مساء. ومن المقرر أن تعلن النتيجة الرسمية بعد الساعة السادسة من مساء الجمعة، لكن النتائج الجزئية وأرقام معدلات المشاركة من 382 مركز إحصاء ستعلن اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح الجمعة.