تعليمة الوزارة: "استعمال أبواق الصوت ليس من الدين"
أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمنع استعمال مكبرات الصوت خلال صلاة التهجّد وحمّلت أئمة المساجد مسؤولية الإخلال بالنظام العام والتعليمات الإدارية الصادرة عن الجهات الوصية في هذا الإطار. وقد اشترطت الوزارة أن يلتزم هؤلاء بجملة من الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على سلامة المساجد وهدوء المحيط وعدم إزعاج النائمين، حيث يمنع استعمال مكبر الصوت، كما يشترط تقديم قائمة بأسماء المعتكفين لمصالح الشرطة في حال إقامة الاعتكاف. وتنص تعليمة الوزارة المؤرخة في 22 جوان الجاري والتي تم توجيهها الى مديري الشؤون الدينية عبر مختلف ولايات الوطن، وتحوز "البلاد" على نسخة منها، على ضرورة منع استعمال الأبواق المكبرة للصوت في صلاة التراويح والتهجد تنفيذا لمحتوى النصوص القانونية المنظمة لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف وتطبيقا لتعليمات المسؤول الأول عن القطاع محمد عيسى. وأكدت الوزارة في تبريرها لاتخاذ القرار أن استعمال الابواق لا من السنة ولا من الدين أو الوجب الوطني أو الأخلاقي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ادى صلاة التراويح ليومين فقط في المسجد، ثم أتم الباقي في بيته وأن الصحابي عمر بن الخطاب هو من أقام هذه السنة. كما نصت تعليمة الوزير عيسى على حظر استخدام مكبرات الصوت في صلاة التهجد تفاديا للتشويش على الناس وجاء فيها أنه "بالنظر لشكاوى المصلين وتنامي هذه الظاهرة يحمّل الإمام مسؤولية بث السكينة وسط المصلين". إلى ذلك لجأت مصالح الأمن في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم الى تمديد الرقابة وتجنيد أفراد الأمن لمراقبة المساجد طيلة ساعات صلاة التهجد التي انطلقت منذ أمس. وقال مسؤول أمني على صلة بالملف، إن مصالح الأمن تقوم بمراقبة تنفيذ التعليمة الإدارية الصادرة بهذا الشأن وفرض احترامها بعدم تجاوز المدة الزمنية وكذلك التأكد من حيازة إمام المسجد على الرخصة لتبرير بقاء المسجد مفتوحا، في ظل وجود تعليمة إدارية صادرة عن وزارة الشؤون الدينية تقضي بغلق المساجد مباشرة بعد أوقات الصلاة بحجة عدم تحويلها إلى مأوى للمتسولين والمتشردين، لكن بعض الأطراف ربطت القرار بدواعي أمنية خاصة بعد الإجراءات القانونية والتي تخضع عملية إقامة صلاة التهجد أو الاعتكاف بالمسجد إلى الإذن الخاص من الوالي، مثلما كشفته "البلاد" قبل أيام موازاة مع ضرورة إشراف إمام المسجد على هذه الشعيرة الدينية وتحت مسؤوليته. واستنادا إلى المصدر نفسه، يقوم أفراد الأمن بدوريات ليلية لمراقبة عمل المساجد بعد إيفادهم من طرف الجهات الوصية بقائمة المساجد المرخصة مع التنسيق معها حول هوية المعتكفين، حيث يلزم كل أئمة المساجد بإيفاد القائمة الاسمية، حيث يحظر أن يكون المعتكف من حي آخر أو منطقة خارج إقليم المسجد، كما يخضع جميع المعتكفين الى الرقابة والتعريف، وأضاف مصدرنا "يخضع المعتكفون لنفس تدابير المبيت في المرافق العمومية" .