شرع مديرو الشؤون الدينية على مستوى الولايات في منح التراخيص لأئمة المساجد الذين يرغبون في إقامة صلاة التهجد في مساجدهم، وقد اشترطت الوزارة أن يلتزم هؤلاء بجملة من الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على سلامة المساجد وهدوء المحيط وعدم إزعاج النائمين، حيث يمنع استعمال مكبر الصوت، كما يشترط تقديم قائمة بأسماء المعتكفين لمصالح الشرطة في حال إقامة الاعتكاف. * مراقبة مشددة وأسماء المعتكفين لدى مصالح الأمن * * أحاطت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أداء صلاة التهجد خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان هذه السنة، مثل السنوات الماضية، بجملة من الإجراءات أملتها الظروف الأمنية الخاصة التي تسود البلاد، حيث أصدرت تعليمة لمديري الشؤون الدينية على مستوى الولايات بعدم السماح بإقامة صلاة التهجد في جوف الليل بالمساجد إلا برخصة من المديرية، تمنح بعد طلب يتقدم به الإمام. * وبموجب تلك الإجراءات يتقدم الإمام بطلب ممضى من طرفه ويصدق بإمضاء مفتش المقاطعة التي يقع عليها المسجد، ويبين فيها الفترة التي ينوي إقامة صلاة التهجد فيها وتحديد ساعات تلك الشعيرة، كما يتعهد بعدم استعمال مكبر الصوت وعدم إزعاج محيطه ولا إيذاء جيرانه حيث يكون مسؤولا على حفظ النظام داخل المسجد. * من جهة أخرى، يشترط في الإمام الذي يقام الاعتكاف في مسجده أن يقدم قائمة اسمية للمعتكفين إلى السلطة الأمنية الواقع المسجد بإقليمها، مرفوقة بصور لبطاقات التعريف لكل شخص يرغب في الاعتكاف بالمسجد، علما أن هذا الإجراء المتعلق بالمعتكفين لا يخص المتهجدين. * وكعينة عن سير إقبال الأئمة على تراخيص صلاة التهجد أكد ناظر الشؤون الدينية لولاية الجزائر لزهاري مساعدي عن سير العملية في ظروف حسنة، حيث تلقت المديرية في اليوم الأول من العشر الأواخر لرمضان عددا كبيرا من الطلبات من مساجد العاصمة وافق عليها ناظر الشؤون الدينية بعد موافقة مفتش كل مقاطعة، والعملية تسير دون إشكالات، مضيفا أن ولاية الجزائر لم تشهد من قبل حالات شاذة للتهجد. * وللتعريف بصلاة التهجد يقول الدكتور محمد الشيخ إنها "قيام الليل أصلا وكانت في بداية المرحلة الإسلامية واجبا ثم تحولت إلى نافلة لمن يشاء". * وقيام الليل مثلما أكد الدكتور الشيخ "هو من أعظم العبادات ولا يشذ فيه رمضان عن باقي الأيام، إنما التكثيف يكون بطبيعة فضل رمضان ومشروعية العبادات فيه" أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يشمر لتأدية العبادات خلال العشر الأواخر من رمضان ويوقظ أهله للصلاة. * وتزيد صلاة التهجد على صلاة التراويح درجة من حيث تفاوت الأوقات في الأهمية والفضل، حسب محمد الشيخ، فمن أدى التراويح كتب له قيام الليل والتهجد أيضا لكن وقت التهجد في الثلث الأخير من الليل وله فضل خاص في الأجر كما "يؤدى التهجد في العشر الأواخر من رمضان حرصا على مصادفة ليلة القدر" والتهجد لغة من الجهد أي بذل المزيد من الجهد في العبادة والطاعات. * وقد أحاطت وزارة الشؤون الدينية هذه العبادة بإجراءات قانونية احترازية للحفاظ على النظام العام وحفظ المساجد والمصلين والأحياء من كل تجاوز.