يثير تعيين الوزير السابق عز الدين ميهوبي مديرا عاما جديدا للمكتبة الوطنية، العديد من الأسئلة حول مدى قدرته على إعادة الحال إلى ما كان عليه في أوقات سابقة، و''فلسفته'' في تسيير أمور هذه المؤسسة التي ظلت على مدار أكثر من سنتين دون مدير أو تسير بمدير بالنيابة. وواقع الأمر أن ثقل اسم المكتبة الوطنية ووزنها في الساحة الثقافية التي شكلت أحد محركيها من خلال العديد من النشاطات والتظاهرات التي نظمتها. يدفع إلى التفكير في ''فلسفة الشاعر'' ونظرته للأمور على الأقل في الفترة الحالية، فبعد مضي أسابيع قليلة منذ تعيينه، لم تظهر أي معالم للتغيير، بينما تشير بعض الأصداء الواردة من ''قصر الحامة''، إلى أن الرجل يعمل حاليا على إجراء مشاورات مع موظفي ومسيري المكتبة لإعادة مايسمى في لغة السياسيين ب''إعادة ترتيب البيت''. وعلى هذا، فإن ميهوبي طلب من ''معاونيه'' إعداد جرد عام للمكتبة الوطنية بما لها وما عليها في انتظار تسيطر برنامج عمل خلال الأشهر الثلاث القادمة. ورغم أن الرجل الذي أدار لوقت ليس بالقصير مؤسسة بوزن ''الإذاعة الوطنية''، بغض النظر عما قيل عن تلك الفترة، وثناء البعض على أدائه خصوصا فيما يتعلق بمشروع تعميم الإذاعات المحلية، إلا أن الجدل الدائر بين المثقفين حاليا، يتعلق بالعديد من المشاريع التي أطلقتها المكتبة الوطنية في وقت سابق، ويأتي في مقدمتها ''مشروع المكتبة الافتراضية'' وتعميم تجربة المكتبات المتنقلة التي توقفت بشكل نهائي منذ قرابة السنة والنصف لأسباب قيل إنها ''تقنية بحتة''. من ناحية أخرى، تطرح العديد من التساؤلات عن ''فلسفة عز الدين ميهوبي'' في إدارة المكتبة الوطنية، ففي الوقت الذي أسس المدير السابق أمين الزاوي العديد من الفضاءات الثقافية بالمكتبة على غرار المقاهي الفلسفية والأدبية وبرنامج ''الندوة'' الأسبوعي، يعتقد البعض أن وظيفة المكتبة الوطنية في الأساس هي ''حفظ الكتب'' وجردها ومنح الأرقام التسلسلية لمختلف الإصدارات والعمل على تشجيع المقروئية في أوساط المجتمع. غير أن هذا الطرح يجد من ينتقده، حيث اعتبر هذا التوجه تحويلا للمكتبة الوطنية إلى مجرد ''مقبرة'' للكتب عوض أن تكون مؤسسة تصنع الحدث وتساهم في تحريك ''المشهد الثقافي''. وتشير الأصداء إلى أن عز الدين ميهوبي يكون قد قرر الاكتفاء بالوظيفة الثانية وتأجيل الأولى إلى وقت لاحق. وإلى أن تتضح الرؤيا، لا تزال المكتبة الوطنية مجرد ''موات'' وحياة بلا روح، حتى أن الموقع الالكتروني للمؤسسة توقف في سنة 2008 ولا يحمل أي جديد عدا مواعيد فتح وإغلاق قاعات المطالعة خلال شهر رمضان.