تقرر أخيرا تعيين مدير عام للمكتبة الوطنية بعدما ظل المنصب شاغرا لأزيد من عامين إثر إقالة أمين الزاوي في أكتوبر ,2008 حيث جاء قرار تعيين عز الدين ميهوبي مخالفا لكل التكهنات والأسماء المطروحة على غرار إدريس بوذيبة ومدير الثقافة لقسنطينة جمال فوغالي· ولم يخف الشاعر وكاتب الدولة السابق المكلف بالاتصال في حديث ل''البلاد'' تفاجؤه بالأمر، معتذرا عن الخوض في أي تفاصيل، مكتفيا بالقول إنه لم يتلق إلى غاية الآن أي شيء رسمي· ورغم هذا سيجد الرجل نفسه أمام مهمة صعبة جدا بالنظر إلى أن المكتبة الوطنية تحولت منذ سنة 2008 إلى قاعة مطالعة عمومية عادية و''مقبرة كتب'' بعدما ظلت لسنوات فضاء فكريا وثقافيا يستقطب النخب والعامة· وكانت أزمة المكتبة الوطنية قد اندلعت بعد رحيل الزاوي أو إقالته من منصبه بعد الضجة التي أثارتها محاضرة الشاعر السوري أدونيس حول ''صورة المرأة في القرآن الكريم'' التي اعتبرت ''انزلاقا فكريا خطيرا'' لم تشهده الساحة الثقافية الجزائرية سابقا، لتبادر الوزيرة تومي حينها إلى رفع قرار تتبرأ فيه من تلك ''الانزلاقات''، ويأتي قرار الإقالة بعد أيام قليلة من ''المحاضرة العاصفة''، رغم أن وزيرة الثقافة نفت علاقة أدونيس بالإقالة، كما أكد على ذلك الأمين العام السابق لوزارة الثقافة إسماعيل أولبصير حين قال إن ''قرار إقالة الزاوي صدر منذ مدة طويلة والقضية لا علاقة لها بكتاب بن شيكو أو بتصريحات الشاعر أدونيس، وإنما بإخفاق وأخطاء في التسيير وأن تزامن الإقالة مع محاضرة أدونيس مجرد صدفة''·غير أن هذه التصريحات لم تجد من يصدقها خصوصا أن العلاقة بين الزاوي وتومي لم تكن على مايرام وعرفت طريقا مسدودا أرجعه البعض إلى ''عدم رضى الزاوي عن الطريقة التي تسير بها الثقافة في الجزائر''، وأخذ هذا الطرح يتصاعد ويتأكد بعد أن كتب الزاوي في مجلة ''الثقافة'' ما فسره البعض بأنه ''خطة وزارية جديدة لتسيير القطاع''، وهو الأمر الذي يكون قد أزعج كثيرا الوزيرة خليدة تومي لينتهي الأمر بالطلاق البائن بينهما ويقال الزاوي·