أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني عن تكليف لجنة على مستوى الوزارة مكونة من خبراء ومختصين في التاريخ بسرد كل جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الجزائر والجزائريين منذ 1830، ودعا الشباب إلى تحمل مسؤولياتهم لمواصلة مسيرة بناء الوطن والاقتداء بالجيل الذي فجر ثورة أول نوفمبر ضد الاستعمار الفرنسي. وأوضح زيتوني في تصريح للإذاعة الجزائرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 54 لعيد الاستقلال أن لجنة سرد جرائم الاستعمار تتكون من باحثين ومختصين في كتابة التاريخ والأبحاث بالتنسيق مع مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة التحرير إضافة إلى المتحف الوطني ووزارة المجاهدين، سيكون على عاتقهم توثيق وسرد كل الجرائم المرتكبة من قبل الاستدمار الفرنسي منذ 1830 إلى غاية رفع راية الاستقلال عام 1962. وقال زيتوني أن ما أقدمت عليه فرنسا من جرائم شرسة خلال تواجدها بالجزائر طيلة 132 سنة لم "تقم به أي دولة أخرى حتى النازية". مشير إلى أنه تم حاليا احصاء 32 جمجمة تخص سيما أبطال المقاومات مؤكدا تمسك الجزائر باسترجاعها ودفنها في أرض الوطن، معتبرا أن ما أقدمت عليه فرنسا (نقل الجماجم ووضعا بالمتاحف) "لا يمت للإنسانية بأية صلة وهو دليل على مدى فظاعة جرائم فرنسا في حق الجزائريين". وشدد زيتوني على أن "شباب اليوم مطالبون بتحمل مسؤليتهم في مجال مواصلة مسيرة بناء الوطن وكسب الرهانات الجديدة"، حاثا إياهم على الاقتداء بجيل ثورة أول نوفمبر الذي مكن الجزائر من استرجاع سيادتها الوطنية. وبعد أن ذكر بأن الاستقلال الوطني يعد "ثمرة نضال بطولي طويل وشاق سيظل في وجدان أبناء وطننا وفي ذاكرة الإنسانية جمعاء"، أوضح زيتوني أن إحياء هذه الذكرى "يشكل فرصة لإبراز قيم ومعاني الوطنية التي تنير عقول الناشئة وتبعث مشاعر الاعتزاز بالأمجاد وتعزز الروح الوطنية". وكشف زيتوني أنه الى غاية نوفمبر 2015 تم جمع 14 ألف ساعة من شهادات حول ثورة الفاتح نوفمبر كما تم تسليم 32 شريط سمعي بصري للمؤسسة العمومية للتلفزيون تتناول نفس الفترة مشيرا الى أن عملية جمع الشهادات لاتزال مستمرة، تشمل سيما الشهادات الحية التي أدلى بها المجاهدون والذين عايشوا فترة الثورة التحريرية. كما تم أيضا طبع وترجمة 60 كتاب حول تاريخ الجزائر والثورة المجيدة هذا إضافة إلى طبع 10 ملايين كتيب حول شهداء الجزائر تم توزيعها على المؤسسات التربوية للتعريف بأمجاد وتاريخ البلاد.