التحاليل بينت ارتفاع نسب التلوث بمواد سامة تؤدي في الغالب إلى وفاة قامت مصالح الدرك الوطني بولايتي عنابة والطارف بإتلاف مئات الهكتارات من محصول البطيخ الأحمر (دلاع) والطماطم الصناعية، بعدما تبين أنها مسقية بمياه قذرة ونفايات صناعية ملوثة، وتم فتح تحقيق موسع لكشف عمليات تسويق تمت في الخفاء. كما سمحت عمليات المعاينة الميدانية بتوقيف فلاحين وإحالتهم على الجهات القضائية حيث أكدت التحاليل التي تم القيام بها على العينات المشكوك فيها بأن تلك المنتوجات الفلاحية كانت سامة وبالتالي غير صالحة للاستهلاك. وأظهرت نتائج فحص عينات مياه السقي في مناطق محددة بالجهة الشرقية للبلاد ارتفاعا في نسب التلوث بمواد سامة تؤدي في الغالب إلى وفاة المستهلكين على نحو يلزم السلطات المختصة إعلان حالة طوارئ لحماية الصحة العمومية. وجاء تحرّك مصالح الدرك حسب إفادات مصدر أمني مسؤول ل«البلاد" بعد اكتشاف مجموعة من الفلاحين الذين يقومون بسقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة بمنطقة واد القط ببلدية العلمة في الجهة الغربية لولاية عنابة. وتم بناء على معلومات استقتها مصالح الدرك الوطني من مواطنين التأكد من العملية، حيث تم ضبطهم وهم في حالة تلبس بصدد سقي عشرات الهكتارات من محصول البطيخ الأحمر وعدد مماثل من الهكتارات من منتوج الطماطم الصناعية. وتم توقيف أربعة فلاحين في عين المكان وحجز العتاد المستعمل في السقي، وأكد هؤلاء أن استعمالهم للمياه الملوثة من مكب للنفايات الصناعية السامة لأحد مصانع تصبير الطماطم يكون أقل تكلفة من جلبهم مياه الآبار أو السقي بالتقطير. وقامت عناصر الدرك في عين المكان بإتلاف المحصول باستعمال عتاد فلاحي تابع للمجلس الشعبي البلدي بالعلمة، حيث كان المنتوج معدا للتسويق بعد أيام في أسواق عنابة وسكيكدة والقالمة والطارف. وحذرت مصالح الدرك من اقتناء البطيخ الذي يباع بأسعار لا تتعدى 25 دينارا أو الطماطم التي تسوق بأثمان منخخفظة لا تتعدى 20 دينارا، كونها تهدد صحة المستهلك، حيث تتسبب في ظهور أعراض التسمم الغذائي، الذي يؤدي إلى الوفاة غالبا. وفي ولاية الطارف تم توقيف شخصين وعرضهما أمام العدالة وإيداعهما الحبس بولاية الطارف بسبب تعريضهما حياة المستهلكين للخطر من خلال سقي حقليهما للدلاع بمياه مستعملة. ويتعلق الأمر بفلاحين يقطنان ببلدية الذرعان وتحديدا بوادي سبع ووادي بودلالة كانا يسقيان مساحتهما بمياه ملوثة دون الاهتمام بالأخطار الجسيمة التي قد تشكلها على صحة المواطنين. وقد تمكنت مصالح الأمن في أعقاب تحقيقها في الأمر من حجز مضخات مياه وجرارات فلاحية تستغل في سقي حقلي الدلاع التابعين لهذين الشخصين حسب ما أضافه المصدر، مشيرا إلى أن التحاليل التي تم القيام بها على العينات المشكوك فيها أكدت أن البطيخ كان ساما وبالتالي غير صالح للاستهلاك. وعلى صعيد متصل حذّر خبراء ومختصون في الشأن الفلاحي من استفحال ظاهرة تعرية الغطاء الغابي والنباتي بالجهة التي أخذت منحى خطيرا في الآونة الأخيرة في ظل قيام عديد الأشخاص بتعرية المساحات الغابية قصد استغلالها في النشاطات الفلاحية خاصة إنتاج المحاصيل الموسمية على غرار الفول السوداني والدلاع والبطيخ بما بات يهدد بوقوع كارثة إيكولوجية بعد أن أتت عمليات التعرية للغطاء النباتي على مساحات شاسعة.