قامت مؤخّرا مصالح الريّ بمستغانم بالتنسيق مع باقي المصالح المعنية، بردم حوالي 20 بئرا كانت تستعمل لسقي المساحات الفلاحية بمنطقة استيديا غرب مدينة مستغانم، والتي يشتبه أنّها مختلطة بالمياه القذرة والمستعملة، نتيجة تواجدها قرب مجمّع كبير للمياه المستعملة المتدفّقة من المجمّعات السكنية بالجوار والتي تتجمّع أيضا بفعل مياه الأمطار والتي تنبعث منها روائح كريهة على بعد أمتار. إذ يحتمل أن تكون المياه القذرة متسرّبة نحو الآبار المخصّصة لسقي المزروعات، حسب الكشف الأوّلي للمواقع، وبالتّالي فإنّ عددا من الفلاّحين الناشطين بالمنطقة في زراعة الخضر أغلبها الطماطم، تكون مسقية بمياه مشكوك في أنّها مختلطة بالمياه القذرة، وتشكّل خطورة على صحّة المستهلكين، خصوصا وأنّ هذه الحقول تعّد مموّنا معتبرا لأسواق الولاية بمحاصيل الطماطم وبعض الخضر على مدار السنة، أين تستعمل البيوت البلاستيكية وتسقى المنتوجات بمياه الآبار، على مستوى مساحات كبيرة بجوار البحر، كما تعتبر مموّنا لباقي أسواق ولايات الغرب، وبناء على ما تمّ الوقوف عليه، يجري التحقيق من قبل مصالح مديرية الريّ وباقي المصالح المعنية حول هذه الملابسات، وينتظر أن تفصل التحاليل لعيّنة المياه والمنتج في طبيعة التهمة، فيما تمّ منع الفلاّحين من استعمال هذه الآبار وردمها حسب ما علمته "الشروق". ويجدر بالذكر، أنّ مستهلكين يلاحظون فوارق في نوعية الطماطم المسوّقة، منها ما يختلف لونها وطعمها، لكنّ ذلك لا يمنع من شرائها نظرا للأسعار المرتفعة التي تعرفها الطماطم ذات النوعية الجيّدة والتي وصلت إلى سعر 150 دج للكيلوغرام خلال الأيّام الأخيرة. وتقوم فرق متخصصة بالدرك والبيئة والفلاحة بمراقبة مختلف المساحات المزروعة بين الحين والآخر، لردع مثل هذه الممارسات، حيث لا يتردّد بعض الفلاّحين في استعمال مياه قذرة في السقي أو إضافة مواد أخرى، من أجل تكبير المنتج وزيادة الأرباح على غرار البطيخ الذي يسقى بالمازوت أو يلقّم باليقطين من أجل زيادة وزنه، فيما يقف المستهلكون على ذوق مختلف لا يصلح أحيانا للاستهلاك.