علمت البلادمن مصدر موثوق، أن مصالح أمن ولاية الشلف اعتقلت قرابة 30 شابا بينهم سبعة قصر تورطوا في ارتكاب أعمال شغب في مظاهرات شعبية طيلة يوم الخميس الماضي واستمرت في أماكن متفرقة من عاصمة الولاية إلى غاية صبيحة امس الجمعة· كما أصيب العشرات من المتظاهرين باختناقات بينهم حالة حرجة جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع إثر دخول فرق مكافحة الشغب التي استعانت مصالح الأمن بها في آخر لحظة في مواجهة ساخنة مع مئات المتظاهرين في مسيرات غير سلمية تنديدا بالعراقيل البيروقراطية التي تمارسها جهات إدارية في معالجة ملف البناءات الجاهزة الذي دخل العقد الثالث دون تحرك الجهات المعنية لإنقاذ قرابة 20 ألف عائلة تقطن في براريك صالحة لكل شيء، عدا الإيواء· وأفادت مصادر ''البلاد''، أن شرارة الغضب الشعبي انطلقت في الشطية، 10 كلم شمال عاصمة الولاية بعد ظهر أول أمس الخميس، الذي كان حافلا بالأحداث الساخنة بعدما عمد الشباب الغاضب إلى إضرام النيران في العجلات المطاطية ووضع المتاريس وقطع الطريق الوطني رقم .19 ولم تكتف الأرمادة الساخطة على ''البيروقطراطية القاتلة'' بذلك، بل نقلت شغبها إلى عاصمة الولاية واستمر رشق قوات مكافحة الشغب من طرف المتظاهرين إلى غاية صبيحة الجمعة حسب شهود عيان أكدوا أن الاشتباكات كادت أن تتطور إلى ''حرب أزقة '' في حي السلام الذي كان في الأحداث الأليمة التي عاشتها الولاية في ربيع 2008 أكثر سخونة وعجز القوات الامنية عن السيطرة على الوضع هناك· وأسفرت أحداث اليومين الماضيين عن خسائر مادية معتبرة بعدما طال الشغب مؤسسات بريدية وإدارية وتحطيم جل اللوحات الإشهارية واللافتات على الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين الشطية وتنس، حيث أجبر الوضع الحالك الذي شهدته أحياء الشطية وأزقة مدينة الشلف على غرار الإخوة عباد، حي السلام، لالة عودة والحرية إلى غاية بن سونة، القوات الأمنية التي شكلت جدرانا بشرية في بؤر الغضب إلى إمطار المتظاهرين أكثرهم شباب في مقتبل العمر بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع مما أدى إلى إصابة العشرات من الشباب بحالات اختناق، وصمم المتظاهرون على الاستمرار في احتجاجهم تنديدا بغلاء الاسعار وجشع التجار وتأخر معالجة ملف الشاليهات، الأمر الذي دفع قوات مكافحة الشغب لملاحقة المحتجين داخل القرية الفلاحية وأحياء بن دين، الأرض البيضاء ومناطق في قلب مدينة الشطية مما تسبب في حالة من الهلع والرعب في صفوف مواطني المنطقة· وزاد الطين بلة، التحاق المتمدرسين بساحة الشغب، حيث ازدادت رقعة المواجهات بينهم وقوات الأمن التي أعلنت عن حالة طوارئ في كامل المدن الكبيرة بذات الولاية إيذانا بتغلغل قطار الشغب إليها·