تحولت منطقة ''تاغيت'' الواقعة بجنوب ولاية بشار، إلى وجهة مفضلة لتصوير الأفلام والأشرطة الأخرى السينمائية، حيث جرى منذ سنة 2008 تصوير ما يقارب العشرة أفلام طويلة وأشرطة قصيرة، إلى جانب بعض الأفلام الوثائقية، وذلك عبر المواقع الطبيعية لهذه المنطقة السياحية. واختار السينمائي السويسري من أصل جزائري محمد سوداني هذه المنطقة لتصوير فيلمه المطول ''تاكسيفون المكتوب'' بإنتاج مشترك مع كل من المؤسسة الوطنية للتلفزيون و''أمكا'' للأفلام و ''المغرب '' للأفلام. ويعود اختيار ''تاغيت'' لتصوير هذا الفيلم، بالنظر إلى ما تشتهر بها هذه المنطقة من مناظر طبيعية خلابة، وتوفر ها على شبكة من الهياكل القاعدية. ومن بين الأعمال التي صورت بالمنطقة أيضا الفيلم القصير ''الجن'' لمخرجته ياسمين شويخ التي فضلت رفقة فريقها التقني ''الديكور'' الطبيعي لهذه المنطقة الساحرة، حيث استعانت بممثلين محليين لتجسيد الأدوار الثانوية لهذا العمل السينمائي. كما اختيرت أيضا منطقة ''تاغيت'' ديكورا طبيعيا للمسلسل ''جحا.. العودة''، إذ جمعت هذه السلسلة الفكاهية التي أخرجها عمار محسن وبثها التلفزيون الجزائري، العديد من نجوم الكوميديا الجزائرية من بينهم حكيم دكار وباديس فضلاء ورزيقة فرحان ومحمد عجايمي وفاطمة حليلو وعلاوة زرماني وبشير سلامي، إضافة إلى ممثلين جدد خصوصا الكوميديين من منطقة بني عباس وتندوف الذين ظهروا لأول مرة على الشاشة الصغيرة. وينطبق نفس الأمر على الفيلم الوثائقي الخيالي ''ملحمة المقاومة الشعبية بالجنوب الغربي'' للمخرج العربي لكحل الذي استعان بممثلين محليين لإخراج هذا العمل السينمائي الذي تحصل على جائزة سنة 2008 بالعاصمة البحرينية المنامة، كما قام نفس السينمائي أيضا بإخراج فيلم ''تاريخ المناجم الجزائرية'' عبر مناطق ''تاغيت'' و''القنادسة'' والذي تتطلب إقحام ممثلين محليين وتجنيد ما يقرب من ثلاثين حرفيا لتوفير ''الديكور'' وصنع اللواحق المختلفة اللازمة لهذا الفيلم الوثائقي التاريخي الذي تم بثه على الشاشة الصغيرة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 56 لثورة الفاتح من نوفمبر. من ناحية أخرى، يجري حاليا بمنطقة ''تاغيت'' تصوير الفيلم الوثائقي الخيالي الذي يتناول حياة ''الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني'' في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية ''2011 والذي يجسد فيه الفنان عبد النور شلوش دور البطولة. وفي هذا الإطار، قال والي بشار زعلان عبد الغني لدى حضوره تصوير هذا العمل الذي تنتجه وزارة الثقافة، إن المساعدات والدعم الذي قدمته السلطات المحلية لمختلف المخرجين لتجسيد مشاريعهم السينمائية، تعكس مدى اهتمام واستعداد الدولة لتطوير السينما الجزائرية، على حد تعبيره.