قُتل بطل الإنقاذ السوري خالد الحارة يوم الخميس بعد أن نال شهرة كبيرة في أكبر عملية إنقاذ بحلب؛ حين أنقذ طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر 20 يومًا من تحت الأنقاض في حي السكري عام 2014 بعد البحث والعمل الشاق لساعات متواصلة. ودُعي إلى الولاياتالمتحدة لينال تكريمًا على جهوده الإنسانية المميزة في الدفاع المدني، ويقدم شهادته حول استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للبراميل المتفجرة في قصف المدنيين، وسافر برفقة رئيس الدفاع المدني في سوريا رائد الصالح. ويقول زملاء خالد إنه رغم العروض التي قدمت إليه للتكريم وللاستقرار في أوروبا وأمريكا، وتقديم اللجوء له ولعائلته، رفض وآثر العودة إلى حلب لإكمال عمله الإنساني ليلقى حتفه، وهو يبحث عن الحياة من بين براثن الموت. وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن خالد عمر الحارة، واحد من الأعضاء الأطول خدمة في الدفاع المدني السوري، وهم مجموعة من رجال الإنقاذ والمعروفين أيضًا باسم ذوي الخوذات البيضاء. وخالد البالغ من العمر 35عاما، من مؤسسي الدفاع المدني في حلب، وصاحب فيديو "عملية الإنقاذ المعجزة" التي اشتهر بها وسلّطت وسائل الإعلام العالمية الضوء عليها، كإحدى أبرز عمليات الإنقاذ الموثقة بالصوت والصورة. وقالت المجلة الأمريكية إن تفاصيل مقتل خالد لازالت غير واضحة، لافتة إلى أنه واحد من بين نحو 3 آلاف رجل يعملون في الدفاع المدني السوري، تعرض 132 منهم للقتل خلال الحرب السورية. وقبل الانضمام إلى رجال الخوذات البيضاء في 2014، كان خالد يعمل رسامًا ومصمم ديكور في سوريا، وترك وراءه زوجته وابنتيه اللتين تقل أعمارهما عن 12 عامًا. وقال جيمس لو، مدير منظمة "استغاثة الإنقاذ" التي تدعم ذوي الخوذات البيضاء، إن خالد كان "رجلا عاديا اختار مساهمته في الأزمة السورية وتعرضه للمخاطرة بحياته من أجل إنقاذ الآخرين". وأضافت المنظمة الإنسانية إن "هناك عشرات من الصور لخالد وهو يحمل فيها النساء والأطفال وكبار السن من الرجال، والقتلى والجرحى من المباني في حلب على مدى العامين الماضيين"، وقال جيمس إن خالد يعتبر رمزًا للإنسانية والتفاني والشجاعة والالتزام من هؤلاء المتطوعين غير العاديين". وتتعرض حلب باستمرار لهزات عنيفة من قبل الغارات الجوية والهجمات الكيميائية المزعومة في الأسابيع القليلة الماضية، ليدفع سكانها إلى مزيد من الجحيم، وكانت هناك 3 هجمات كيماوية ذكرت ضد المدنيين السوريين في الأسبوعين الماضيين، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان الدولية ومنظمة العفو الدولية. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان يوم الخميس "في أحدث هجوم كيميائي، ينطوي على استخدام غاز الكلور، أصيب حوالي 60 شخصًا، من بينهم 40 طفلا".