خبراء الطاقة يجمعون على أهمية المؤتمر الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي ال15 شرعت الجزائر في إجراء مشاورات مع عدد من الدول التي ستشارك في الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المزمع انعقاده بالجزائر في الفترة بين 26 و28 سبتمبر المقبل. أجرى وزير الطاقة نور الدين بوطرفة نهاية الأسبوع لقاءات مع سفير العراق عبد الرحمان حامد الحسني وسفير الكويت مرزوق مطلق الشبو تمحورت أساسا حول سبل إنجاح المؤتمر الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي ال15. كما ناقش الوزير مع ممثلي الدبلوماسية العراقيةوالكويتيةبالجزائر في اللقاءات التي جرت بوزارة الطاقة آفاق التعاون في مجال تدريب الإطارات والاستثمارات والصناعات النفطية بين الجزائروالعراق، بالإضافة الى وضعية السوق وآثارها على اقتصاد البلدين. وفي لقائه بالسفير الكويتي تباحث الطرفان علاقات التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وتبادلا وجهات النظر بخصوص اجتماع الجزائر حيث ستشكل زيارة الوفد الكويتي للجزائر للمشاركة في منتدى الطاقة واجتماع منظمة أوبك فرصة لبحث إمكانيات التعاون بين البلدين في مجالات المحروقات والطاقات المتجددة. وأشار بيان لوزارة الطاقة إلى أن الطرفين الجزائريوالكويتي ناقشا وضعية سوق النفط التي تتسم بالتقلبات المتجهة غالبا نحو انخفاض سعر خام البرنت إلى 45 دولارا. من جهته، صرح الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" محمد باركيندو بأن هناك توافقا متزايدا داخل المنظمة وخارجها على ضرورة التحرك لإدارة إنتاج الخام من أجل دعم الأسعار، وأضاف وفقا لما نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية أن المنتجين يسعون الى اتخاذ مواقف أكثر استباقية فيما يخص إدارة الإنتاج من أجل تحقيق تكامل مع القوى التقليدية لسوق النفط، مشيرا إلى ما تسبب فيه قرار عدم التدخل في الأسعار المتبع من قبل المنظمة منذ 2014. وتعول الدول المصدرة للنفط على اجتماع الجزائر لتحقيق توافق يخدم اقتصاد الدول المعتمدة اساسا على النفط خاصة الدول العربية وإعطاء دفعة من الاستقرار والتوازن لسوق النفط، حيث أكد محمد باركيندو في تصريحاته أن التوصل الى اتفاق بشأن تثبيت مستويات إنتاج النفط غير مستبعد بالنظر إلى أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة غير محصنة من انخفاض أسعار الذهب الأسود. وفيما يتعلق بالدول التي ستشارك في اجتماع الجزائر نهاية الشهر المقبل أعلنت إيران مشاركتها من خلال وزير النفط، وهي التي يتوقع أن تساند مقترح تثبيت إنتاج النفط لمواجهة انخفاض الأسعار، حيث تسعى الجزائر الى تقديم كل التسهيلات بشأن المشاركة في اجتماع سبتمبر على اعتبار أنه اجتماع مهم ومحوري حسب ما أكدته مصادر من سفارة الجزائر في فيّنا لموقع "الاقتصادية"، ولفتت الى الإعداد والتواصل الجيد لاجتماع المنتجين والمشاورات مع الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة، مشيرة الى دعم الجزائر للأمين العام الجديد لمنظمة أوبك. ويتوقع مركز دراسات الطاقة السويسري نجاح لقاء الجزائر بالنظر إلى المرونة التي أظهرتها إيران بخصوص تثبيت إنتاج النفط، حيث قال مدير المركز امبرجيو فاسولي إن "السوق دون شك بحاجة إلى مستويات أفضل للأسعار لدعم الاستثمارات وتخفيف الأعباء على المنتجين خاصة في ضوء تزايد حدة الأزمة الاقتصادية في بعض دول "أوبك" مثل فنزويلاوالجزائر، مشيرا إلى أن الأجواء مختلفة حاليا وهناك شبه إجماع بين المنتجين على ضرورة دعم مستوى الأسعار عكس ما حدث خلال اجتماع الدوحة الأخير. ويرى مايكل تورنتون المحلل في "مبادرة الطاقة الأوروبية"، أن اتساع حجم المشاركة في اجتماع الجزائر ليشمل إلى جانب الدول الأعضاء في "أوبك" كبار المنتجين من الخارج وعلى رأسهم روسيا وعديد من كبار الدول المستهلكة للنفط الخام يعطي ثراء للاجتماع ويمثل فرصة ذهبية لاقتناص تحرك دولي توافقي واسع نحو توازن السوق ونمو الصناعة وتنشيط الاستثمارات النفطية. كما أكد المصدر على الدور الرئيسي الذي ستلعبه الجزائر في الاجتماع بالنظر الى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بسبب انخفاض أسعار النفط.