كشف الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، محمد باركيندو، عن عقد الاجتماع غير الرسمي للمنظمة بالجزائر يوم 27 سبتمبر المقبل، على هامش الندوة الدولية للطاقة التي تحتضنها بلادنا من 26 إلى 28 سبتمبر المقبل، مشيرا إلى وجود "توافق متزايد في "أوبك" وخارجها على تحرك لإدارة الإنتاج، باعتبار أن قوى السوق وحدها لا تكفي لتصحيح الأسعار". وذكر المسؤول أن مؤتمر (أوبك) الذي عُقد في جوان الماضي بفيينا، قرر الاستفادة من مناسبة منتدى الطاقة العالمي بالجزائر لعقد اجتماع غير رسمي، يسمح بمناقشة تطورات السوق النفطية،"مع الأمل في أن يتبلور منحى جديد"، لافتاً إلى أن "المشاورات قائمة بين دول المنظمة وبين بعض المنتجين من خارجها الذين سيحضرون اجتماع منتدى الجزائر". وقال السيد باركيندو، في تصريح لجريدة الحياة اللندنية، وهو الذي تولى مهامه رسميا في الفاتح أوت الجاري، إن "اعتماد نهج عدم التحرك لا يسمح بالتوصل إلى سعر عادل للجميع"، مذكّرا بأن الأوضاع الحالية لسوق النفط تشبه ما حدث في السنوات الأخيرة "عندما ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات لا تحتمل، ووصلت خلال الأعوام 2008 و2009 و2014 إلى مستويات لم نتوقعها"، مضيفا "واضح أن ذلك لم يكن متماشياً مع العرض والطلب، لذلك كان يمكننا استخلاص أن هذه المستويات المرتفعة ستعيد تصحيح ذاتها يوماً ما". وشدّد على وجود "توافق متزايد في (أوبك) وخارجها" لاتخاذ مواقف أكثر استباقية فيما يتعلق بإدارة الإنتاج. ورداً على سؤال حول إمكانات تجميد الإنتاج، قال إنه "لا شيء غير ممكن في الحالة الراهنة، وأعرف أن ما من دولة في (أوبك) محصّنة من السعر المنخفض، إذ أن الكل متأثر بشكل أو بآخر بالتراجع الكبير لأسعار النفط وعائداته". وأضاف إن (أوبك) كمجموعة "خسرت في السنتين الأخيرتين تريليون دولار"، لذا فإن "جميع المنتجين متأثرون بانخفاض عائداتهم وتأجيل خططهم الاستثمارية في التنقيب والإنتاج"، وهو ماجعله يتوقع أن تتشاور الدول المنتجة "بعمق" وهذا ما يجري حالياً حسبما أشار إليه . وعن الثقة في التزام روسيا بخفض إنتاجها، شدّد على أن الدول "سيّدة ذاتها وتتخذ قراراتها بناء على مصالحها، كما أن (أوبك) تتخذ قراراتها بناء على مصالحها". ولاحظ من جهة أخرى أن منتجي النفط الصخري في أمريكا تأثروا بالأسعار المنخفضة، لذلك اعتبر أنه من مصلحتهم التعاون مع (أوبك) ولو بشكل غير رسمي، و"عندما يتحد المنتجون نتجاوز محنة انخفاض الأسعار" مثلما قال. للإشارة تأكدت رسميا مشاركة إيران في اجتماع الجزائر. فبعد أن تم الكشف عن هذه المشاركة منذ أيام من قبل مصادر إعلامية، أعلن أمس، وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة، أنه سيشارك في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في الجزائر الشهر المقبل، حسبما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وأعلن الوزير عن زيارة مرتقبة للأمين العام لأوبك محمد باركيندو إلى طهران، قائلا إنها ستتم "في المستقبل القريب". لكنه بالمقابل شدّد على أن إيران ترغب في استعادة حصتها داخل (أوبك) التي كانت مخصصة لها قبل تطبيق العقوبات الدولية عليها. للإشارة عاودت أسعار النفط منحاها التنازلي مع تركيز السوق على الوفرة في المعروض من الخام وتلاشي الآمال بتثبيت الإنتاج. وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 15 سنتاً إلى 48.90 دولارا للبرميل. ولم يسجل الخام الأمريكي الخفيف تغيّراً يذكر عند 46.77 دولارا للبرميل بعدما هبط 2.8 في المائة الأربعاء. وارتفعت أسعار النفط أكثر من 20 في المائة في الأسابيع الثلاثة الأولى من أوت، بفعل الحديث عن اتفاق محتمل قد يتوصل إليه مصدّرو الخام لتثبيت مستويات الإنتاج في محاولة لدعم الأسعار.