ذكرت وسائل اعلام امس أن عدد ضحايا الاحتجاجات التي تعرفها تونس تجاوز 53 قتيلاً· كما كشف الصادق المحمودي عضو الاتحاد المحلي التونسي للشغل (المركزية النقابية) أن ضحايا البوليس تجاوز الخمسين قتيلا مضيفا أن ''هناك حالة فوضى عارمة في القصرين بعد ليلة من أعمال العنف وإطلاق قناصة النار، ونهب وسرقة متاجر ومنازل من قبل الشرطة التي انسحبت إثر ذلك''· وأضاف المسؤول النقابي أن ''عدد القتلى فاق الخمسين قتيلاً'' بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية في مستشفى القصرين· وقال موظف في المدينة التي تبعد 290 كلم جنوبي العاصمة، طلب عدم كشف هويته، إن المدينة تشهد ''حالة فوضى عارمة'' مؤكداً إطلاق النار من قبل قناصة كانوا متمركزين على أسطح بنايات وإن قوات الأمن أطلقت النار على مواكب جنائزية· وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة إصاباتهم، بحسب المصدر ذاته·وأضاف الشاهد نفسه أن رجلا عمره 75 عاما وزوجته قتلا في حي الزهور بمدينة القصرين حين كانا بصدد دفن ابنهما الثلاثاء ·وكانت رئيسة الفيدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان سهير بلحسن قد أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أن العدد الإجمالي لضحايا الاضطرابات التي شهدتها مدن الوسط الغربي التونسي نهاية الأسبوع الماضي، بلغ 35 قتيلاً على الأقل· وأضافت ''إن حصيلة الضحايا مدعومة بلائحة بأسماء القتلى'' بيد أن العدد الإجمالي للضحايا هو أكبر من ذلك وهو يحوم حول الخمسين قتيلا· وكانت الحكومة التونسية استدعت السفير الأمريكي لديها، غوردون غراي، كردّ على استدعاء سفيرها في الولاياتالمتحدة، وكخطوة احتجاجية على تعليق واشنطن على الأزمة الاجتماعية المتفاقمة هناك· وأكدت الخارجية الأمريكية صباح الثلاثاء، استدعاء تونس للسفير غراي، وقال المتحدث باسمه، فيليب كراولي إن ''الاستدعاء هو عبارة عن محادثة تأتي إثر تعليقاتنا الأسبوع الماضي''· وكانت الولاياتالمتحدة استدعت الخميس السفير التونسي في واشنطن محمد صلاح تقية للتعبير عن قلقها حيال الأزمة في تونس، وطلبت احترام الحريات الفردية وخاصة في مجال الوصول إلى الإنترنت· وكانت الحكومة التونسية أعلنت أمس إغلاق المدارس والجامعات ''حتى إشعار آخر'' وذلك في كافة أنحاء البلاد التي تشهد اضطرابات على خلفية البطالة منذ منتصف ديسمبر الماضي· وجاء القرار بعد ساعات من خطاب متلفز وجهه الرئيس زين العابدين بن علي أكد خلاله أن السياسة الاقتصادية تعطي أولوية للتوظيف، وأن البطالة ليست مشكلة حصرية تعاني منها تونس· وقال إن ''القانون سيكون هو الفيصل ونحن نواصل الإصغاء إلى مشاغل الجميع''، مشيراً إلى أن البطالة ليست مشكلة حصرية على تونس''·وأعلن أنه تقرر مضاعفة طاقة التشغيل وتعهد بتعيين الخريجين العاطلين عن العمل منذ سنتين، وعقد ندوة وطنية لبحث مشكلة البطالة، ودعوة النواب والأحزاب السياسية إلى التواصل مع المواطنين، وإعفاء مشاريع جديدة للتشغيل من الضريبة على الأرباح لمدة عشر سنوات· وألقى بن علي بالمسؤولية عن الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ عدة أسابيع على من وصفهم بقلة يغيظها ما حققته تونس من نجاح في مختلف المجالات، استغلت حالة البطالة، وحالة فردية· وأكد الرئيس التونسي في الخطاب، وهو الثاني له منذ بداية الاحتجاجات، أن تونس لن تتراجع عن سياستها في مجال التعليم رغم ما تتحمّله من نفقات كبيرة مقارنة بمواردها· ووجه بن علي تحذيراً شديد اللهجة لمن وصفهم بالأطراف الحاقدة التي تلجأ للفضائيات المعادية، ولكل من يعمد للإضرار بمصالح البلاد والتغرير بأبنائها، مشدداً على أن القانون سيكون هو الفيصل·