علمت ''البلاد'' أن التحريات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني لجسر قسنطينة، قد مكنت من توقيف عدد من المتورطين في الهجوم الذي طال مركز شحن وبيع العجلات المطاطية ل''نفطال'' المسمى ''بنوماتيك'' والواقع بالمنطقة الصناعية، كما تمّ استرجاع ما يزيد عن 150 عجلة مطاطية خاصة بالسيارات والشاحنات. استطاع أعوان الدرك الوطني لجسر قسنطينة، منذ بداية الأسبوع الجاري من استرجاع جزء مما تمت سرقته من مخازن مركز شحن وبيع العجلات المطاطية ل''نفطال'' غداة أعمال الشغب والتخريب لليلة الخميس الماضي، قدر عددهُ بأكثر من 150 عجلة مطاطية. وقالت مصادرنا، إنّه تمّ الهجوم على المؤسسة من قبل المشاغبين في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، وحسب شهود عيان فإن المهاجمين قارب عددهم 300 شخص كانوا محملين بالسيوف والخناجر وأغلبهم كان تحت فعل المخدرات والأقراص المهلوسة. كما أن معظمهم ينحدر من الحي القصديري الواقع على بعد أمتار معدودة من مقر المؤسسة المسمى بحي ''الرملي''. وأفادت مصادرنا، أن هؤلاء المشاغبين اقتحموا الباب الرئيسي لمركز ''بنوماتيك'' بعدما مقاومة أبداها أعوان الأمن والتدخل وهم عزّل من الأسلحة للدفاع عن ممتلكات الشركة وعن أنفسهم، وهو ما مكن المخربين من تحطيم كلي للباب الرئيسي، ليتوجه بعضهم إلى تخريب وحرق مركز المراقبة باستعمال مادة البنزين التي استقدموها معهم. في حين وحسب من شاهدوا الحدث، في حديث ل''البلاد'' أنه وفيما كانت أعداد من المخربين تركض بعشوائية عبر أنحاء المؤسسة وتقوم بتحطيم المكاتب وسرقة ما طالته أيديها، فإنّ عددا آخر قصد مباشرة مخزن الشحن، إذ تمّ السطو على العجلات المطاطية، وحتى الكوابل الكهربائية، فضلا عن سرقة شاحنة تابع للمؤسسة من نوع ''سوناكوم'' وقاموا بتعبئتها بالبضاعة، ولم تسلم حتى سيارة نفعية من نوع ''دي آف آم'' رمادية اللون أولى سنة سيرها في 2010 وهي ملك لأحد أعوان الأمن الذي كان ليلتها مناوبا. وحسب محدثينا، فإنّ المخربين الذين استقدم بعضهم مركبات لشحنها بالبضاعة، قاموا باستغلال الشاحنة الخاصة بمؤسسة ''نفطال'' بعد إفراغها من البضاعة المسروقة في قطع الطريق الرابط بين حي ''الرملي'' القصديري وإقليم بلدية براقي على مستوى محور الجسر، ومنه تم حرقها للحيلولة دون وصول قوات الأمن إلى عين المكان، وهو ما مكن المقتحمون من الإستيلاء على كميات معتبرة من البضاعة المخزونة قبل أن يضرموا النيران في مخزن مركز ''بنوماتيك'' الذي لم تتمكن مصالح الدرك الوطني من الوصول إليه إلاّ بعد حوالي 3 ساعات من نداءات الاستغاثة التي وجهها إليها المناوبون من عمال المركز، ليليهم رجال الإطفاء للحماية المدنية الذين باشروا في إخماد النيران بمعية أعوان التدخل وأعوان الأمن التابعين لمركز ''بنوماتيك'' ل''نفطال''. وبعد تحقيقات معمقة، حول عملية التخريب والسرقة التي طالت مركز ''بنوماتيك'' ل''نفطال'' وكبدته خسائر معتبرة، في انتظار ما ستحدّدهُ الخبرة الاقتصادية على مستوى المديرية العامة بالشرافة لمجمل الأضرار التي لحقت بالمركز، تمكنت مصالح الدرك الوطني من توقيف العشرات ممن ارتكبوا عملية الاعتداء، وقد تم استرجاع من محلات إقامتهم بالبيوت القصديرية على العجلات المطاطية، بينهم كهل ضبط بكوخه على 10 عجلات مطاطية، وقد تمت إحالتهم على محكمة حسين داي للتحقيق معهم. من جهة أخرى، ذكرت مصادر في ''نفطال'' أن عملية السطو مسّت أيضا كمية معتبرة من الكوابل الكهربائية، كانت معبأة بداخل عجلات خشبية ضخمة بلغ عددها 48 صندوقا والتي كانت موجهة لمشروع إنجاز محطات الوقود ل''نفطال'' عبر محور الطريق السيار، شرق- غرب، وهي الكوابل التي تم اقتناؤها مؤخرا من مصر بمبالغ مالية باهظة. وقد عمد المخربون لحرق بعض الكوابل على طول الطريق من أجل التخلص من المادة البلاستيكية التي عليها واسترجاع مادة النحاس.