الجالية المسلمة تحضّر لمقاضاة زعيمة "الجبهة الوطنية" بتهمة "العنصرية" هاجمت رئيسة الحزب اليميني المتطرف "الجبهة الوطنية"، مارين لوبان، الجاليات المغتربة في فرنسا وهدّدت بتشديد إجراءات الطرد في حق المسلمين في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة العام المقبل. وذكرت السياسية المثيرة للجدل أن "مكافحة الإرهاب باعتباره أكبر تهديد أمني في البلاد يقتضي التعجيل بوضع مخطط لتطهير فرنسا من المتطرفين الإسلاميين". وخلّفت تصريحات لوبان موجة غضب في صفوف الجالية المسلمة وقطاع من الطبقة السياسية الفرنسية. ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" (أقصى اليمين) نفسها وفقا لما أفادت به الصحافة الفرنسية بأنها مرشحة الشعب" في الانتخابات الرئاسية المقبلة وسخرت من الانتخابات التمهيدية لمنافسيها في الأحزاب الأخرى ووصفتها بأنها "مصارعة الديكة". وقالت لوبان للصحفيين في المؤتمر السنوي لحزبها الذي عقد في مدينة فريجوس (جنوب) على ساحل البحر المتوسط والتي يشغل رئيس بلديتها دافيد راشلين منصب مدير حملتها: "أنا مرتاحة جدا ولا أستطيع الانتظار لبدء الحملة الرئاسية... أنا أتطلع إلى بدء المباراة ومناقشة القضايا الضرورية لبقاء بلدنا كما هو الآن، بل والتعجيل بوضع سياسة لتطهير فرنسا من المتطرفين الإسلاميين". ولوبان التي كانت وحدها بين قادة الأحزاب الكبار في فرنسا التي أيدت انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تقف أيضا وحدها في تأييد المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وتأمل في أن تستفيد من المشاعر المتنامية المناهضة للمؤسسات بين الناخبين على جانبي الأطلسي. وقالت في بداية فعاليات المؤتمر: "أنا حاليا وسأكون مرشحة الشعب في هذه الانتخابات الرئاسية... الشعب الذي تعرض للنسيان والتهميش على مدى العشرين عاما الماضية." وقالت ماريون مارشال لوبان ابنة شقيق مارين: "طالما لم نعرف بعد من هم منافسونا فإنه من الصعب جدا أن نبدأ حملة انتخابية". وأصرت على أن "الجبهة الوطنية" قادرة على الفوز بالرئاسة رغم نتائج استطلاعات الرأي. وقال راشلين إن لوبان ستركز على سؤال الناخبين "هل يجب أو لا يجب على فرنسا أن تركز على استعادة استقلالها.. وهل ستسمح أو لا تسمح بنمو الإسلام بالبلاد." وتظهر استطلاعات الرأي بصورة مستمرة أن لوبان، المناهضة للهجرة والاسلام والاتحاد الأوروبي، ستتمكن من الوصول إلى الجولة الثانية في الانتخابات التي ستجرى في 2017. لكن الاستطلاعات نفسها تظهر أيضا أنها ستخسر في الجولة الثانية التي ستجرى في أوائل ماي وهو ما يدفعها لبذل المزيد من الجهد لتحسين صورتها وصورة معسكرها بما في ذلك استخدام لافتة دعاية انتخابية تحمل شعار "السلام لفرنسا" دون أن تحمل اسم الحزب أو شعاره. وخلّفت تصريحات لوبان موجة غضب في صفوف الجالية المسلمة وقطاع من الطبقة السياسية الفرنسية حيث يحضر نشطاء حقوقيون فرنسيون لرفع عريضة لمقاضاة لوبان أمام القضاء بتهمة التحريض على العنصرية ضد المسلمين.