تسلّمت «مارين لوبان» رسميا رئاسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بعد حصولها على أغلبية الأصوات خلال انعقاد مؤتمر الحزب، لتخلف والدها «جان ماري لوبان» المعروف بمواقفه العنصرية تجاه المهاجرين والجالية المسلمة المقيمة في فرنسا، وتحوّلت بموجب ذلك إلى مرشحة متوقعة بقوة لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2012. لم يكن اختيار «مارين لوبان» لتتولى زعامة أحد أكثر الأحزاب الفرنسية تطرّفا في فرنسا بالمفاجأة كونها تحظى بدعم كامل من والدها «جان ماري لوبان» الذي أسّس الجبهة الوطنية قبل حوالي 40 عاما، إلى جانب ظهورها الإعلامي المتواصل في الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من احتدام المنافسة في البداية مع «برونو غولنيش» أحد الوجوه المعروفة في الحزب، حيث حصلت في نهاية المطاف على أزيد من 67 بالمائة من الأصوات. وأكثر ما عزّر حظوظ «مارين لوبان» بخلافة والدها أنها شغلت لفترة طويلة منصب نائب رئيس الحزب إضافة إلى أنها كانت النائبة الأوروبية وزعيمة الجبهة الوطنية في منطقة «نور با ديكالي» في شمال فرنسا، كما أنها استبقت فترة انعقاد المؤتمر بخوض حملة داخلية استمرت عدة أشهر في مختلف أنحاء البلاد لإقناع أنصارها وهو الأمر الذي منحها دعم أغلبية إطارات ونواب هذا الحزب. وتحوّلت نجلة «لوبان» بموجب الثقة التي حصلت عليها خلال مؤتمر الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة إلى مرشحة الحزب المتوقعة لدخول سباق الانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم، وهو الاستحقاق الذي سيشارك فيه رئيس الحكومة السابق «دومينيك دوفيليبان» إلى جانب خصمه الرئيس الفرنسي الحالي «نيكولا ساركوزي»، في وقت يُنتظر أن يفصل فيه الحزب الاشتراكي الفرنسي في هوية مرشحه خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتسعى «مارين لوبان» إلى إعادة سيناريو رئاسيات 2002 حين نجح والدها في تحقيق المفاجأة إثر مروره إلى الدور الثاني قبل أن يخسر الانتخابات أمام الرئيس السابق «جاك شيراك». وقد رجحت استطلاعات الرأي نشرها تحقيق معهد «سي.أس.إي» المتخصّص أن تحصل الزعيمة الجديدة لليمين المتطرف في فرنسا على 18 بالمائة من الأصوات في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المقبلة. إلى ذلك تقول المُختصة في شؤون حركات اليمين المتطرف في جامعة «ساينس بو»، «نونا ماير»، تعليقا على السياسات المقبلة لخليفة «لوبان» إن «مارين جزء من جيلها، فهي لا تحن إلى حقبة الحرب العالمية الثانية ولكنها تنظر إلى المستقبل»، وتُضيف «تُؤمن مارين بذات الأفكار التي عرف بها والدها حول موضوع الهجرة. تؤمن بأن هناك نوعين من الفرنسيين، فرنسيين حقيقيين وآخرين. إلا أنها تغلف هذه الرسالة بغلاف أكثر لطفا لذلك هي أكثر شعبية ولها علاقة جيدة مع الإعلام». ويتعرّض حزب الجبهة الوطنية وسياساته المعادية للهجرة لانتقادات حادة من جانب الأحزاب الرئيسية في فرنسا، لكن «مارين» ترى في قدومها غير ذلك حيث قالت إنها ترغب في «تحطيم صورة الحزب المُعادية للأجانب والإسلام»، وإنها واثقة في أن «حزب الجبهة الوطنية بوسعه أن يُصبح جزءا من الاتجاهات السائدة في الحياة السياسية»، وتُعلّق أيضا «لم يكن لي اهتمام بالسياسة، ولكن كابنة «لوبان»، فإن من الصعب تجنب الدخول في هذا المعترك. نجحت السياسة في استقطابي»، قبل أن تتراجع في تصريحات صحفية بأن هدفها الحالي هو مواصلة «الكفاح» الذي بدأه والدها.