رفضت الشاعرة الشابة رشيدة خوارزم لدى نزولها مساء أول أمس ضيفة على برنامج ''إصدارات'' بنادي الإعلام الثقافي في ''قاعة الأطلس'' بالعاصمة لتقديم ديوانها الجديد ''الأسروجة''، التصنيفات التي تقسم الأدب إلى نسوي وآخر رجالي، كون الأمر يتعلق ب''الإبداع الإنساني'' عامة الذي لا يقبل القسمة على اثنين أو تصنيفه وفق معايير الذكورية والأنوثة، موضحة أن الكتابة النسوية في الجزائر لم تبتعد يوما عن التعبير عما يحيط بالمرأة في مجتمعها والتغيرات التي يشهدها. وذلك عكس رأي الكثيرين الذين يرون أن الأدب النسوي ينحصر غالبا في التعبير عن علاقة المرأة بالرجل زوجا وأبا، أو رصد معاناتها في ظل تقاليد مجتمعية تجازوها الزمن ورحلة في البحث عن حريتها وخصوصيتها في هذا الجانب. وتعتقد رشيدة خوارزم في السياق ذاته، أن قيمة النص الأدبي الذي تكتبه المرأة يكمن أساسا في أهمية القضايا التي يتناولها، موضحة أن ''القضايا الكبيرة تصنع لنا أدبا ونصا كبيرا.. والقضايا الصغيرة قد تصنع لنا نصا صغيرا''، كما أن ''النص الذي تكتبه المرأة قد يعالج قضايا صغيرة كالحديث عن أشيائها الحميمية أو نظرتها الخاصة لقضية ما.. غير أن هذه الأشياء قد تكون بالغة الأهمية''. من ناحية أخرى، اعتبرت ضيفة برنامج ''إصدارات'' الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن توجه كثير من الناشرين الجزائريين إلى إيلاء الأهمية والأولوية للكتب التي تتناول الدراسات التاريخية أو الروايات و''التخوف'' من نشر دواوين الشعر، يجد ما يبرره، فرغم أن هذا الأمر من شأنه التقليل من فرص المواهب الشعرية في الظهور والانتشار، إلا أن توجه الناشر تحكمه عدة اعتبارات أهمها بالدرجة الأولى العامل التجاري ومقروئية هذا النوع من الكتب أو ذلك، وعدا ذلك تقول ''لا يزال الشعر محتفظا بمكانته والدليل أن منشورات جمعية البيت للثقافة والفنون قامت بنشر ديواني الأسروجة الذي وظفت فيه مفردات مهجورة في الأدب العربي، ورحبت به كثيرا''. واختتمت رشيدة خوارزم مداخلتها بإلقاء مجموعة من قصائد ديوانها ''الأسروجة''، التي تعني الأكذوبة، فكانت البداية ب''ظبي بوزريعة'' و''خط الاستواء'' و''هو أبي'' وغيرها وسط حضور إعلاميين ومثقفين أبدوا إعجابهم بتجربة الشاعرة الشابة المتمسكة بثقافة الصحراء والبادية الجزائرية.