لم يتخلف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كثيرا عن تصريحات سابقه المرشح في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسي نيكولا ساركوزي ، فقد سارع إلى التهجم على الجزائر ، عندما اعتبر أن الحركى "وهم الذين عانوا مع الاستعمار ضد بلدهم"، تعرضوا لمجازر في الجزائر ،عقب التوقيع على وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، وذلك في كلمة له بمناسبة يوم 25 سبتمبر الذي أقره الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2003 لتخليد ذكرى الحركى. وقال أيضا "اعترف بمسؤوليات الحكومة الفرنسية في التخلي عن الحركيين والمجازر التي وقعت للذين بقوا في الجزائر وشروط الاستقبال غير الإنسانية للذين نقلوا إلى فرنسا". كما نشير إلى أن ساركوزي إلتقى البارحة بجنوب فرنسا بعدد من الحركى الذين وعدهم بإلغاء تاريخ 19 مارس وما سيتبع ذلك من تداعيات على العلاقات بين الجزائر و باريس. وهكذا مرة أخرى يسقط الإليزي في فخ "سقطات " اليمين الحاقد على الجزائر ، ويزج بفرنسا في أتون خلافات تاريخية من شأنها أن تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية مع الجزائر. فرانسوا هولاند يروم من هذه الخرجة الحاقدة على الجزائر لحاق الاشتراكيين بعربة ساركوزي الذي يجر "الجمهوريون"، إلى حظيرة اليمين المتطرف الذي يقوده آل لوبان ، وهي قيادة مشروعة لهؤلاء الذين دأبوا على نشر العنصرية ضد الجزائر والجزائريين المقيمبين هناك وضد كل أجنبي ، لكن سياسة اللحاق بالتيار اليميني الفرنسي التي يمارسها في هذه الأوانة فرانسوا هولاند ، تعتبر خيارا جديدا يضرب بمصداقية كافة التصريحات والإلتزمات التي قطعها هولاند أما الرأي العام الجزائري والفرنسي وأمام البرلمان الجزائري في خطابه الذي ألقاه يوم 20 ديسمبر 2012 خلال الزيارة التي الرسمية التي قادته للجزائر ، وقتها قدم هولاند فرنسا للجزائريين مثل الحمل الوديع لكن تبين أن خطاب هولاند وأحاسيسه والمشاعر الفرنسية الرهيفة التي عبر عنها اليوم أمام الحركى ، وهو يمجد تاريخهم الأسود ويبيض صحائفهم ، وهم الذين مارسوا الخيانة التي تنبذها كافة الشرائع . فقد استغل فرانسوا هولاند المناسبة ليتدارك تأخر التيار الاشتراكي عن تمجيد الاستعمار وأعوانه ، وعندما يتحدث الفرنسيون عن تاريخهم ، فإن الجزائر هي أول منطقة جغرافية يبدأون منها سرد "مجدهم" ، و لأن المناسبة ايضا بدء اللغو الانتخابي في فرنسا ، فإن الرئاسيات تبيح المحظورات في عرف فرنسا بكل أطيافها و الوانها السياسية والحزبية ،والأكيد أن حملة هذه الرئاسيات سيكون التاريخ وقودها.