اعترف الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الأحد، "بمسؤولية الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى الجزائريين الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي أثناء ثورة التحرير، وذلك في مراسم رسمية مخصصة لتكريمهم في باريس. وقال هولاند خلال خطاب ألقاه بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي للحركى المصادف لكل 25 سبتمبر، في ساحة الفندق الوطني ليزانفاليد "المعطوبين" بباريس، "اعترف بمسؤوليات الحكومة الفرنسية في التخلي عن الحركى والمجازر التي وقعت للذين بقوا في الجزائر وشروط الاستقبال غير الإنسانية للذين نقلوا الى فرنسا". وحضر اللقاء مرشحون لرئاسيات 2017 على غرار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، والمرشح جون فرانسوا جوبي ورئيسة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان. ويعود الجدل حول ما يسمى ب"معاناة" الحركى بصفة دورية في فرنسا، فبعد تأسيس اليوم الوطني للحركى سنة 2003 جاء الدور على فرانسوا هولاند ليعترف بمسؤولية فرنسا في تخليها عن الحركى بالجزائر عقب الاستقلال. وحسب المؤرخين فإنه بعد انتهاء ثورة التحرير الجزائرية في 1962، تخلت فرنسا عن 55 إلى 75 الفا من الحركى في الجزائر، واستقبلت فرنسا حوالي 60 الفا منهم فقط، فيما يبلغ عددهم اليوم 500 ألف شخص. وكان فرنسوا هولاند، المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية، قد وعد قبيل الانتخابات الرئاسية في 2012، أنه سيعترف "بمسؤولية بلاده في التخلي عنهم" مؤكدا إنصافهم لو انتخب رئيسا لفرنسا. وقبل أيام، أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، انتقادات حادة حين قال "إن من يريد أن يصبح فرنسيا عليه أن يتكلم الفرنسية، ويعيش مثل الفرنسيين (...) وعندما تصبح فرنسيا فإن أجدادك يصبحون الغاليين". ووجه ساركوزي تحية إلى الحركى، كما استقبل وفدا منهم. وأثارت تصريحاته انتقادات واسعة في صفوف اليمين، فيما رد عليه رئيس الحكومة الإشتراكي مانويل فالس، قائلا "إذا كنا فرنسيين فالأمر لا يكون عبر أصولنا". ومع اقتراب كل انتخابات رئاسية في فرنسا، يعود ملف الحركى والأقدام السوداء إلى الواجهة، ويثير نقاشات حادة بين أقطاب الوسط واليسار واليمين، على اعتبار أنهم يشكلون كتلة انتخابية مهمة يسعى كل طرف إلى استمالتها واللعب على مطالبها. ويقدر عدد الحركى وعائلاتهم بحوالي ثلاثة ملايين شخص، أي نسبة 7 بالمائة من الهيئة الناخبة في فرنسا، يحسبون تقليديا على تياري اليمين واليمين المتطرف. وصوت الحركى في الانتخابات الرئاسية لسنة 2012 لصالح المرشح نيكولا ساركوزي ومارين لوبان.