شهدت أول أمس بعض العواصم العربية بالتزامن مع المستجدات غير المسبوقة التي شهدتها الساحة التونسية بفرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي، تفاعلا كبيرا جسدتها مظاهرات واعتصامات كانت الأولى وذلك لحظات بعد إعلان هروب بن علي في مصر حيث احتشد العديد من المصريين أمام مبنى السفارة التونسية في مصر تعبيرا منهم عن تضامنهم مع الشعب التونسي. ومن جهة أخرى وتأكيدا لرغبتهم هم كذلك في التغيير خاصة أن وضعهم في مصر مشابه ربما في نظر المتتبعين لحد المطابقة مع المشهد التونسي. كما ارتفعت في اليمن أمس وتيرة المخاوف الرسمية من انتقال عدوى الاضطرابات والمظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت الشارع التونسي خلال الأيام الماضية، والتي وصلت أمس ذروتها بحيث شهدت اليمن حراكا كبيرا استدعى رفع التأهب الأمني في هذا البلد قطعا للطريق أمام سيناريو مشابه لما حدث في تونس خاصة أن كل توابل ما حدث في تونس هي في نظر الملاحظين حاضرة في اليمن بامتياز فضلا عن الطبيعة القبلية في هذا البلد وذلك خلافا مثلا لمصر. وعلى غرار مصر واليمن تحرك الشارع في الأردن متفاعلا مع ما حدث في تونس باعتبار ما كان يقع في هذا البلد ليس غريبا عما يقع في باقي البلاد العربية، الأمر الذي يفسر إلى حد بعيد تقاطع شعارات الذين تظاهروا في عمان أو في مصر واليمن. فيما يرتقب أن تتحرك عواصم عربية أخرى خاصة أن موريتانيا مثلا كانت أكثر الدول المغاربية تفاعلا مع الحدث التونسي بالتحرك الواسع لأغلب طبقاتها السياسية استخلاصا لدروس التجربة التونسية. وإلى جانب العواصم العربية، فقد تحرك الشارع الغربي عندما خرجت الجالية التونسية خاصة في فرنسا ومعها الجالية المغاربية الكبيرة إلى جانبها تعبيرا عن التضامن مع الشعب التونسي وتأييدا لضرورة احترام قرار الشعب التونسي خاصة في العواصمالغربية، وبالخصوص في فرنسا التي اضطرب موقفها بين السكوت وبين محاولة الهرولة إلى نجدة بن علي بينما بقي موقفها مع تضحيات الشعب مغيبا.