كشف الدكتور محمد قنطاري، الباحث في التاريخ وعلم الاجتماع، عن نشاط سياحي مشبوه بأقصى الجنوب الجزائري يتم تحت الغطاء السياحي. وقال قنطاري المهتم بالأبحاث التاريخية في تصريح ل ''البلاد'' عقب انتهائه من الشطر الأول لسلسلة من الأبحاث والتحقيقات العلمية التاريخية بالجنوب الجزائري، إن بعثات سياحية تضم باحثين إسرائيليين تقوم بالبحث في التركيبة الأنثربولوجية لسكان الجنوب وفي مقدمتهم التوارف، بغرض خلق كيان تاريخي من أصول يهودية يبدأ من منطقة تمنطيط بولاية أدرار على خلفية التواجد اليهودي بالمنطقة وحروب عبد الكريم المغلي ضد هؤلاء وتحريرها من قبل السكان الحاليين لتمنطيط.. هذه الخلفية التاريخية -يضيف الدكتور قنطاري- تسعى بعض الأطراف إلى العمل عليها، بل أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث ينتهي بأقصى الجنوب بما في ذلك المناطق المتاخمة للمالي والنيجر ودول الجوار بالجنوب الجزائري. وخلال نفس التصريح، قال الباحث محمد قنطاري إنه يدق ناقوس الخطر لوجود عمل جاد وخطير بالجنوب الجزائري، يهدف إلى العبث بالتركيبة التاريخية والقبلية لقبائل التوارف تقوده منظمات غير حكومية، كأطباء بلا حدود التي أرسلت مبعوثين وناشطين في صفوفها انطلاقا من شمال المالي نحو أقصى الجنوب. وأكد محدثنا على وجود أيادي خفية وعلنية تريد الزج بالمنطقة في لعبة كبرى من خلال دراساتها السوسيولوجية والأنثروبولوجية للمواطن وتاريخ المنطقة وأعيانها من التوراف والجكاني بتندوف، لاستمالتهم بالولاء إليهم وكذا النبش وإحياء النعرات القبلية واللغوية والدينية. وذكر الدكتور قنطاري أن هذه المنطقة أصبحت محور تجاذبات جيوسياسية من قبل القوى الكبرى في العالم، على ضوء عدة معطيات تعكسها الحروب السرية التي باتت تنتشر في العالم من أجل التموقع والنفوذ في حرب النفط والثروات الطبيعية الأخرى. الدكتور قنطاري، أضاف أن عدة بعثات تعمل تحت غطاء المنظمات الإنسانية تفد من بلدان الجوار ودول الساحل تعمل على دراسة معمقة للتركيبة البشرية والإثنية لقبائل التوارف. وحذر محدثنا من الخطر القائم من هذه البعثات والتنظيمات الحكومية وغير الحكومية. كما حذر من البعثات السياحية التي تضم باحثين في علم الاجتماع. مهمة هؤلاء -يؤكد محدثنا- هي حصر القبائل المتواجدة على امتداد الشريط المتاخم للجزائر وأضاف أن عملا منظما يتم بعيدا عن الأنظار يتعلق بملف التوارف وأن الأمر لايتعلق بالجزائر لوحدها وإنما بكل الدول المجاورة. الدكتور قنطاري، قال إن نتائج هذا الكلام ليست تكهنات أو قراءات، بل هي خلاصة تحقيق وبحث ميداني قام به رفقة أهل المنطقة للوقوف على حقيقة ما يتم القيام به من طرف عدة منظمات ودول من الاتحاد الأروبي. وأضاف في تصريح ل ''البلاد'' أن كل النشاطات التي تقيمها بعض المنظمات غير الحكومية باتت مكشوفة للمراقبين، لأنها توزع أدوارها بين التنصير والبحث في الخلفيات التاريخية لتغيير أو تزوير بعض القرائن التاريخية المتعلقة بقبائل التوارف خدمة لأغراض تتعلق بالبحث عن مناطق نفوذ جديدة أو خلق بؤر توتر أخرى. ونشير في الأخير إلى أن ملف الجزائر واسرائيل يعتبر من المواضيع الأكثر إثارة للجدل السياسي، حيث يعتبر مجرد التلميح إلى تقارب جزائري اسرائيلي كفيل بقلب كل الموازين في السياسة الداخلية وهو موقف نابع من السياسة الجزائرية الرافضة لأي تطبيع مع إسرائيل، على ضوء الوضع الحالي في الشرق الأوسط وهو ما يدفع في الغالب المصالح الإستخباراتية الإسرائيلية إلى النبش في كل المواضيع وطرق كافة الأبواب، بغرض الضغط المباشر وغير المباشر على الجزائر.