تنتخب خلال الساعات المقبلة الولاياتالمتحدةالأمريكية رئيسا جديدا سيكون إما المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ، و في ظل أشرس حملة انتخابية في تاريخ البلاد التي تترقب اليوم المشهود، يحبس العالم أيضا أنفاسه معها، فالرئيس الأمريكي يطلق عليه في نفس الوقت رئيس العالم ، بحكم النفوذ الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي تتمتع به الولاياتالمتحدةالأمريكية كأقوى دولة في العالم في العقود الثلاثة الأخيرة . ومع تصاعد حدة التوتر الروسي الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب الباردة ، تتجه أنظار الجميع إلى البيت الأبيض وسيده الجديد ، وهل سينجح في خفض منسوب التوتر مع الدب الروسي على خلفية الأزمة في سوريا وأوكرانيا أين يشتبك البلدان سياسيا، وهل سنشهد سيناريو التقارب مع ترامب الذي لا يخفي إعجابه ببوتين ، أم سيناريو المواجهة مع هيلاري التي سبق وإتهمته بأنه هتلر جديد بعد غزوه للأراضي الأوكرانية وضم جزيرة القرم . وبينما تجزم أغلب استطلاعات الرأي إلى فوز سهل للمرشحة الديمقراطية التي تحظى بدعم المؤسسة السياسية الأمريكية وأغلب لوبيات الضغط في واشنطن، يبقى عامل المفاجأة حاضرا بقوة ، مع مرشح كترامب، إستطاع الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري رغم أنه لم يكن مطروحا ، فهل يعيد الكرة ويصل إلى أقوى منصب في العالم ؟ وفي حين لا يتوقع أن يشكل وصول كلينتون إلى الرئاسة تغيرا دراماتيكيا في موازين القوى على المستوى الدولي وفي المعادلات التي أقرتها إدارة الرئيس أوباما ، يخشى الجميع من أي مفاجأة تحمل ترامب لسدة الحكم وهو المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل حول منع المسلمين من البلاد أو طرد المهاجرين المكسيكيين، أو حتى الانسحاب من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما قد يقوض الأمن والسلم العالميين، هذا الكابوس يخيف كثيرين بدءا من أوروبا التي تخشى أن يملئ الروس هذا الفراغ ، إلى دول الخليج التي تعهد ترامب برفع الحماية المجانية عنها، أو حتى إيران التي قال أنه سيحاصرها ويضغط عليها أكثر من خلال إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى مؤخرا . الجزائر ومنطقة شمال إفريقيا، كانت غائبة عن الحملة الانتخابية الأمريكية ،لاعتبار هذه المنطقة مزرعة خلفية لفرنسا، لكن هذا لا يمنع من توقع الدور الأمريكي المستقبلي مع الإدارة الجديدة ، وقد تفضل الجزائر المرشحة كلينتون التي تعرف ملفات المنطقة جيدا بكل تعقيدياتها وسبق لها الاجتماع مع الرئيس بوتفليقة في الجزائر لعدة مرات كوزيرة للخارجية ، أين تبنت رؤية تقترب من النظرة الجزائرية لملف الصحراء الغربية كأهم استحقاق يهم الإقليم ، بالإضافة لمحاربة الإرهاب في الساحل وإعادة الاستقرار إلى ليبيا ، أما ترامب فلا توجد أي مؤشرات على السياسة التي سينتهجها في حال وصوله إلى الرئاسة إتجاه منطقة المغرب العربي.
للتواصل مع الكاتب من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": https://www.facebook.com/anes87 أو من خلال البريد الإلكتروني: [email protected]