ينعقد مؤتمر الطاقة بفيينا على وقع الاجتماعات المراطونية التي سبقت انعقاده خلال الأسبوع الأخير التي قادها وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، حيث ظهرت مؤشرات سلبية خلال ال24 ساعة الأخيرة رغم التزام إيران الصمت والتي لم تساند الذهاب إلى اتفاق أو التمسك بقرارها بالعودة إلى أعلى مستوى إنتاج، كما اختتمت اللجنة الفنية لمنظمة أوبك أمس، اجتماعاً دام عشر ساعات، وذلك دون التوصل لاتفاق حول آلية تطبيق القرار المرتقب بخفض إنتاج النفط، حيث يبقى العراقوإيران مصممين على استثناء الدولتين من خفض الإنتاج، فيما تصر السعودية على أن أي اتفاق يتطلب مساهمة كافة الأعضاء باستثناء نيجيريا وليبيا. واحتوى الاقتراح الأولي على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً، فيما تقترح إيران تثبيت الإنتاج عند 3.975 مليون برميل يومياً. الاقتراح الإيراني يفوق إنتاجها الحالي ب 200 ألف برميل. من جهة أخرى، ترغب السعودية تثبيت إنتاج إيران عند 3.707 مليون برميل يومياً واقترحت الجزائر تثبيت إنتاج إيران عند 3.795 مليون برميل يومياً. وما زاد من التشاؤم حيال قدرة الاجتماع في التوصل لاتفاق هو تصريحات خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي أمس، أن أسعار النفط ستتجه للتوازن العام المقبل من تلقاء نفسها، حيث يجتمع وزراء النفط لدول أوبك من أجل تحديد حصص خفض الإنتاج والتي رافعت الجزائر من أجل أن تكون في حدود 1,2مليون برميل يوميا، في وقت أبدت دول خارج أوبك بعد التزامها بخفض الإنتاج، حيث قاد بوطرفة لقاءات مع كل من وزراء نفط فنزويلا وموسكو حيث أجرى وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، مباحثات مع نظرائه في أوبك وخارجها في محاولة للتوصل إلى إجماع بشأن اتفاق لخفض في الإنتاج جرى اقتراحه في الجزائر في سبتمبر. واقترحت الجزائر على لسان وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، لدى لقائه وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه، السبت الفارط، في طهران، خفض إنتاج أوبك من النفط 1.1 مليون برميل يومياً، لتحقيق استقرار الأسعار في مستويات مقبولة، كما طالبت بتخفيض الدول غير المنتمية لأوبك إنتاجها بما يعادل 600 ألف برميل نفط يومياً "لوضع حد لتدهور أسعار النفط التي تؤثر على الاقتصاد العالمي. وأوضح "نأمل أن ينقذ اجتماع أوبك سوق النفط من أزمتها الحالية". وتقترب منظمة أوبك من وضع اللمسات الأخيرة على أول اتفاق لخفض الإنتاج منذ سَنَة 2008، لكن إيران تقف حجر عثرة لأنها تريد إعفاءات في وقت تحاول فيه استعادة حصتها في سوق النفط بعد تخفيف العقوبات الغربية عليها. وكان وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، قد صرح سابقا، وكالة الأنباء الجزائرية، أن لجنة خبراء منظمة الدول المصدرة للبترول قد تبنت مقترح الجزائر ليتم عرضه في الندوة الوزارية للمنظمة المزمع اليوم بفيينا. وأكد بوطرفة "نحن متفائلون باتخاذ مقترح الجزائر كقاعدة عمل جيدة للوصول إلى اتفاق نهائي"، مضيفا أن الاقتراح يمثل كذلك "قاعدة عمل جيدة لإدراج مساهمة الدول غير الأعضاء في المنظمة لمجهودات الأوبك". من جهة أخرى، انخفضت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، مع ترقب السوق لاجتماع منظمة أوبك لمعرفة ما إذا كانت المنظمة ستتفق على خفض ملموس للإنتاج يسهم في تقليص فائض الإمدادات في السوق العالمية وتعزيز الأسعار خلال اجتماعها اليوم. وجرى تداول مزيج برنت الخام أمس عند 47.80 دولارا للبرميل بانخفاض 44 سنتا أو ما يوازي 0.9 بالمئة عن سعر الإغلاق أمس الأول. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في التعاملات الآجلة 42 سنتا توازي 0.9 بالمئة إلى 46.66 دولارا للبرميل.