الجزائر تتقاسم تجربة الحوار الاجتماعي مع شركائها في القارة السمراء
أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد أن "الإرادة القوية" للمنظمات النقابية وممثلي أرباب "الباترونا" للعمل مع الحكومة ستعيق كل المساعي الأجنبية الرامية إلى زعزعة استقرار الجزائر، موضحا أن "هذه الديناميكية تخلق حتما الغيرة لدى الضفة الأخرى -الدول الغربية- لكن هذا لا يقلقنا"، مشيرا إلى الاتفاق المبرم مع المكتب الدولي للعمل لعرض التجربة الجزائرية في مجال الحوار الاجتماعي. وفي سياق التوجه الحكومي نحو تقوية العلاقات جنوب-جنوب مع دول القارة السمراء، أفاد أمين عام المركزية النقابية أمام ممثلي المنظمات النقابية الحكومية لعشر دول إفريقية، "تساءلنا: لماذا لا نستقبل دولا إفريقية؟ ولماذا لا نتوجه نحو التعاون جنوب-جنوب؟ حيث تحدثنا مع العديد من المنظمات الحكومية والباترونا"، وهو ما جسدته وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في الملتقى الدولي ضمن منتدى رفيع المستوى في إطار التعاون جنوب-جنوب بعنوان "تقاسم التجربة الجزائرية في ميادين الحوار الاجتماعي والحماية الاجتماعية" أمس بمقر المدرسة العليا للضمان الاجتماعي بالعاصمة، حيث كان اللقاء الذي يدوم يومين فرصة "للتقارب الإفريقي" بحضور 10 دول ممثلة في كل من البنين، بوركينافاسو، كوت ديفوار، غينيا، مالي، النيجر، السنغال، الطوغو وتونس. واعتبر سيدي السعيد أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي طبقت توصيات لقاءات الثلاثية على أرض الواقع، فيما بقيت تلك اللقاءات نظرية دون تجسيد في بقية الدول، مضيفا "بفضل الحوار الاجتماعي توصلنا إلى السلم الاجتماعي والاستقرار"، وقال إن تواجد الباترونا مع الاتحاد العام هو "فلسفة نقابية" خاصة بالجزائر مما سمح بتجاوز مرحلة الحوار إلى مرحلة الثقة، على حد تعبيره. من جهته، أفاد محمد خياط الأمين العام لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ممثلا عن الوزير، أنه يجب تعميم التجربة الجزائرية في مجال الحوار والعقد الاقتصادي والاجتماعي لاستفادة الدول الإفريقية من التجربة الجزائرية، معتبرا أن "الحوار الاجتماعي كان عاملا أساسيا عبر العالم لتحقيق السياسات الاجتماعية للدول وفي هذا الإطار يجب تبادل المعلومات". وتتطلع الوزارة من خلال الملتقى كذلك للتعريف بالعروض المتعلقة بالتكوين التي تقترحها المدرسة العليا للضمان الاجتماعي مع إمكانية التوقيع على اتفاقات تكوينية مع الدول الراغبة في ذلك، لتجسيد فكرة التعاون ميدانيا ولا يبقى مجرد لقاءات استعراضية أمام دول القارة السمراء.من جهتها، أكدت السيدة سعيدة نغزة رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية انخراط أرباب العمل في ذات المسعى الحكومي، واعتبرت مبادرة وزارة العمل ب "الفرصة الجادة" لتنمية التقارب مع الدول الإفريقية.